لما أتيتك أرجو فضل نائلكم ... نفحتني نفحة طابت لها العربُ
وقال: العرب هاهنا النفوس.
ويكون وجه هذا الاشتقاق على معنيين: أحدهما: أنهم من الخلق بمنزلة النفس من الجسم، وثانيهما: أنهم أعز الخليقة نفوساً، والمعروف ما انفردوا به من صلابة الأكباد وقوه الأرواح وعزة النفوس أشهر من أن نطلب عليه شاهداً، ومنه قول شاعرهم:
لا شيء أحسن منها إذ تودعنا ... وجيبها برشاش الدمع مغتسل
يبكي علينا ولا نبكي على أحد ... لنحن أغلظ أكباداً من الابل
وقائل هذا الشعر قدير بن منيع، أو أبوه منيع بن معاوية بن فروة ابن الاحمس بن عبدة بن خليفة بن جرول بن منقرٍ، خلاف هذا الشعر أنشدني لهدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حية بن الاحسم بن عامر بن ثعلبة بن قرة بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد الله بن ذبيان بن الحارث بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة:
باتوا وأتبعهم عيناً مملاة ... دمعاً وما ذاك إلا الشوق والطرب
نبكي عليهم ولا يبكون فرقتنا ... أنا وجيراننا من جيرة عجب
وليس بالمطرح في إباء النفس قول إبراهيم بن إسماعيل بن يسار بن فيروز أبن باذام، مولى بني تيم بن مرة:
ونفسي النفس تأبى أن أواتيها ... على الصغار وتأبى أن تواتيني
من نفس إبليس شقت في حميتها ... لا نفي آدم في عطفٍ وفي لين
وكان أبوه إسماعيل شاعراً في زمن عبد الملك ووالده. ولمصنف الكاتب شعر في الإبا قد أطاع هواه فورده وهو: