للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رقيت المنبر تكلمت بكلام نزر، فقال: إني لأستحيي من ربي عز وجل إن آمرهم بما لا أفعل فلا جرم أن هذا القول من عبد العزيز صيره إلى أن يقول فيه المادح وهو نصيب مولاهم:

يقول فيحسن القول أبن ليلى ... ويفعل فوق أحسن ما يقول

فتى لا يرزأ الخلان إلاَّ ... مودتهم، ويرزؤه الخليل

وقال بعض الحكماء: من أطلق أمله فلا قنوع له، ومن أطلق لسانه أهدر دمه. وقال آخر منهم. من ضاق قلبه أتسع لسانه، وسب رجل عابداً فقال العابد: لولا أن الله يسمعك لأجبتك. وهذا قول حسن. وقال المجشر بن النعام أحد بني كعب بن مالك بن غياث بن تغلب:

أليس هبلتما ثلباً وزوراً ... يعد عليكما لو تعقلان؟!

من الرفث الذي لا خير فيه ... يحش بكل آنسة حصان

وقال شداد بن أوسٍ بن ثابت وهو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر: ما تكلمت بكلمةٍ منذ كذا وكذا حتى أخطمها وأزمها.

وفي ارتهان القائل بقوله، ومحاذرته لعقبى الطغيان منطقه قال الشاعر العنقسي وأحسن:

ألم تر كعباً كعب غورين قد قلا ... معالي هذا الدهر غير ثمان

فمنهن تقوى الله بالغيب إنها ... رهينة ما تجني يدي ولساني

هذا البيت الذي يليق باستشهادنا:

ومنهن جري جحفلا لجب الوغا ... إلى جحفل يوماً فيلتقيان

ومنهن تجريد الأوانس كالدمى ... للذاتها من كاعب وعوان

<<  <   >  >>