للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تيماً، واسم أخيه سهم بن عمرو زيداً، فقعدت يوماً أمهما الألوف بنت عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ومعهما أترجة من ذهب، وقيل من فضة، فدحت بها وقال لأبيها: استبقا إليها فمن أخذها فهي له. فأخذها سهم. فقالت: كأنك والله يا زيد سهم مرق من رميته، وكأن شيئاً جمح بك عنها يا تيم، فسمي هذا جمح وسمي هذا سهماً.

وعامر بن مسعود هذا كان يلقب دحروجة الجعل لقصره، وفي ذلك يقول عبد الله بن همام السلولي:

واشف الأرامل من دحروجة الجعلِ

واصطلح أهل الكوفة على عامر بن مسعود عند موت يزيد بن معاوية، وهرب عبد الله بن زياد، فأمروه عليهم، فأقره عبد الله بن زيد اشهراً ثم عزل، وخطب أهل الكوفة في أيام إمارته عليهم فقال: إن لكل قوم أشربة ولذات فاطلبوها في مظانها، وعليكم بما يجمل منها ويحل، واكسروا شرابها بالماء، وتواروا عني بهذه الجدارات فلذلك قال عبد الله بن همام الشعر المتدم، وقال فيه غيره من الشعر:

من ذا يحزم ماء المزن خالطه ... في قعر خابية ماء العناقيد

إني لأكره تشديد الرواة لنا فيها ويعجبني قول ابن مسعود ولما بلغ ابن مسعود قول عبد الله بن همام قال: قطع الله لسانه عدل الحمار فقد أساء القول. ذهب إلى قول الأخطل:

بئس الفوارس عند مختلف القنا ... عدلا الحمار محاربٌ وسلولُ

وقال آخر - أنشدنيه محمد بن الحسين عن إسحاق بن إسماعيل الطاهري عن المبرد -:

كل هنيئاً وما شربت مريئاً ... ثم قم صاغراً فغير كريم

<<  <   >  >>