فصل: يتعلق بهذا الفصل المفرد لذكر نسب امرئ القيس: ذكرنا عند ذكر ذي القرح لقب امرئ القيس عيينة بن مرداس الذي يقول فيه:
وذي القرح فاخترت القوافي بعده ... تراث ثمود الأولين وعاد
وعلمنا أن قارئ الكتاب ستتطلع نفسه إلى الوقوف على مقدار هذا الشاعر من الشعر لسعة دعواه، وتجاوزه مداه فأوردنا أبياتاً من شعره ليستدل بها على قدره، وبالله التوفيق.
قال عيينة بن مرداس بن شنيخ الكعبي كعب بن عمرو بن تميم ويقال له أبن فسوة وإنما قيل له ذلك لأنه كان في قومه رجل آخر يقال له أبن فسوة فأتى عيينة فباعه اللقب فاشتراه منه فلصق به وقال ذلك الرجل:
حول مولانا عليه اسم أمنا ... ألا رب مولى ناقص غير زائد
أعاذل إن اهلك فلم اقض لذة ... من الدين والإسلام والمرء تالف
من البيض أجياداً كأن خدودها ... دنانير يجلوها لتنفق شائف
وأنّا لقوامون وسط رحالنا ... إلى الصف قارٍ في الإناء ولاحف
ولا ننكر الأضياف إن ينزلوا بنا ... وكل كريم للنزالة عارف
ومن قوله يهجوا بني سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وكان نزل عليهم بأرضهم وهي زمُّ فلم يحمدهم:
إذا ما لقيت الحيَّ سعد بن مالك ... على زمَّ فأرحل خائفاً أو تقدم
أناس أجارونا فكان جوارهم ... شعاعاً كلحم الجازر المتقسم