للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يروي عن: محمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن المُثَنّى، وشُعَيب بن أيّوب الصّيرفيّ.

روى عنه: مُكْرَم بن أحمد، وأبو محمد بن زَبْر، وغيرهما.

وكان ثقة. ولي قضاء الشَّرقيّة.

قال طلحة الشّاهد: وكان دَيِّنًا، عالمًا بمذهب أهل العراق وبالفرائض والْجَبْر والمقابلة، وأحذق النّاس بعمل المحاضر والسّجلّات.

أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العَمِّيّ، ومحمود الأنصاريّ أصحاب محمد بن شجاع البلْخيّ، وغيره. حتّى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء. فأمّا عقله فلا نعلم أنّ أحدًا رآه فَقَالَ إنّه رأى أعقل منه.

وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ في «طبقات الحنفيّة» [١] : ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصْرة بكر العَمّيّ، وغيره، وولي القضاء بالشّام، وبالكوفة، والكَرْخ من بغداد.

قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو عليّ التُّنُوخيّ، نا أبو بكر بن مروان القاضي:

حدَّثني مُكْرَم بن بُكَيْر قَالَ: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدّم شيخ ومعه غلام حَدَث. فادَّعى الشّيخ عليه ألف دينار، فأقرَّ بها. فَقَالَ للشيخ: ما تشاء؟ فَقَالَ: حبْسه.

فَقَالَ للغلام: قد سمعت، فهل لك أن تُوفيه البعض، وتسأله انتظارَك.

فَقَالَ: لا.

فَقَالَ الشيّخ: احبسه.

فتفرَّس فيهما أبو حازم ساعة ثمّ قَالَ: تَلَازَما حتّى أنظر بينكما.

فقلت: لِمَ أخرَ القاضي حبْسه؟

قَالَ: ويحك، إنّي أعرف في أكثر الأحوال وجه المُحِقّ من المبطل. وقد


[ () ] الطحاوي أن كنية عبد الحميد «أبو حازم» بالحاء المهملة والزاي، والله أعلم. (الفوائد البهية ٨٦) وورد في أكثر المصادر «أبو خازم» بالخاء المعجمة.
[١] ص ١٤١ وهو: طبقات الفقهاء.