وقال ابن خلّكان: الفقيه الشافعيّ الواعظ، كان فقيها فاضلا واعظا ماهرا، فصيح اللسان، حلو العبارة، كثير المحفوظات، صنّف في الفقه وأصول الدين والوعظ، وجمع كثيرا من أشعار العرب ... ومن كلامه: إنما قيل لموسى عليه السّلام لَنْ تَرانِي ٧: ١٤٣ لأنه لما قيل له انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ٧: ١٤٣ نظر إليه، فقيل له: يا طالب النظر إلينا لم تنظر إلى سوانا؟ يا مدّعي بمقالة ... صدق المحبّة والإخاء لو كنت تصدق في المقال ... لما نظرت إلى سوائي فسلكت سبل محبّتي ... واخترت غيري في الصفاء هيهات أن يحوي الفؤاد ... محبّتين على استواء وقال: أنشدني والدي عند خروجه من بغداد للحجّ: مددت إلى التوديع كفّا ضعيفة ... وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي فلا كان هذا العهد آخر عهدنا ... ولا كان ذا التوديع آخر زادي و «عزيزي» : بفتح العين المهملة وزايين بينهما ياء مثنّاة من تحتها وهي ساكنة، وبعد الزاي الثانية ياء ثانية. (وفيات الأعيان ٣/ ٢٥٩، ٢٦٠) . وأنشد القاضي عزيزي قال: أنشدني ابن الحصين لنفسه: ولما اعتنقنا للوداع وقلبها ... وقلبي يفيضان الصبابة والوجدا بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي ... عقيقا فصار الكلّ في نحرها عقدا (ذيل تاريخ بغداد ٢/ ٢٥٦) . وقالت شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري: سمعت القاضي الإمام عزيز بن عبد الملك من لفظه في سنة تسعين وأربعمائة يقول: اللَّهمّ يا واسع المغفرة، ويا باسط اليدين بالرحمة، افعل إلي ما أنت أهله، إلهي أذنبت في بعض الأوقات وآمنت بك في كل الأوقات، فكيف يغلب بعض عمري مذنبا جميع عمري مؤمنا. إلهي لو سألتني حسناتي لجعلتها لك مع شدّة حاجتي إليها وأنا عبد، فكيف لا أرجو أن تهب لي سيئاتي مع غناك عنها وأنت ربّي، فيا من أعطانا خير ما في خزائنه وهو الإيمان به قبل السؤال لا تمنعنا أوسع ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال، إلهي حجّتي حاجتي وعدّتي فاقتي فارحمني، إلهي كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمنع مع الذنب من العطاء، فإن غفرت فخير راحم أنت، وإن عذبت فغير ظالم، أنت إلهي أسألك تذلّلا، فأعطني تفضّلا. (طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٢٨٨) . [١] لم أجد مصدر ترجمته.