للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب


[ () ]
يا صاح هل لك في احتمال تحيّة ... تهدي إلى الملك الأغرّ جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابة ... ويغيض من ماء الوجوه معينة
فهنالك الأسد الّذي امتنعت به ... وبسيفه دنيا الإله ودينه
فمن المهنّدة الرقاق لباسه ... ومن المثقّفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه ... كالرمح دلّ على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجرّب ... للَّه سطوة بأسه وسكونه
ولابن قسيم شعر في هجاء ابن منير الطرابلسي، وكان ابن منير كتب إلى الشيخ تقي الدين الحموي قصيدة مطلعها:
قل لابن يحيي مقال غير غو ... اشهد من الآن أنني حموي
فكتب ابن قسيم الجواب:
يا شاعرا أدعت أنامله ... درّ القوافي كتابه النبوي
ولو كشفناك لم تكن حلبيّا ... في مذهب ولا حموي
لو كان إبليس قبل لاح له ... آدم من نقش فصّك الغروي
لخرّ ما شئت ساجدا وعنا ... للَّه طوعا وكان غير غوي
فأيّ وجه رآك ناظره ... فأزور، لا مقبل به وزوي
والدهر قد مات حادثة ... خوفا، فأنّى يكون غير سو؟
وكتب ابن قسيم إلى ابن منير قصيدة وأنفدها إليه بحلب، مطلعها:
سرى طيف الأحبّة من بعيد ... فعوّضنا السّهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكلّ واد ... إليّ كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوق ... يجسّده على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك ترمي ... بطرفكم في مخارم كلّ بيد
رحلت عن الشّام بنا فشيمي ... وميض البرق من جبلي زرود
أحبّك في البعاد وفي التداني ... وأذكرك القديم من العهود
وقال في جواب كتاب ابن منير، وشعره على الوزن والقافية:
بعثت الكتاب فأهلا به ... يسرّ النواظر تنميقه
لئن أخجل الروض موشيّه ... لقد فضح الدّرّ منسوقه
قريب الصناعة تجنيسه ... نفيس البضاعة تطبيقه
وواصلني بعد طول الجفا ... كما وصل الصّبّ معشوقه
فزايل جفني تأريقه ... وعاود غصني، توريقه
وبتّ أراقب مسطوره ... كما راقب النجم عيّوقه
فلما بدت لي ألفاظه ... تستّر فكري وتلفيقه
وكاسد نقصي أخشى يرام ... في سوق فضلك تنفيقه
أما خاف يهتك مستورة ... أما خاف يظهر مسروقه؟
(انظر: ديوان ابن منير ٢٨١- ٢٨٣) .