للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليفة، وهُشيم، وعلي بْن مُوسَى الرّضي، وإسماعيل بن عياش.

وعنه: سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وابن أبي الدنيا، وعباس الدوري، وعليّ بن الحسين بن الْجُنَيْد، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن الحباب المقرئ، والحسن بن علويه القطان، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

وكان موصوفا بالزهد والتأله.

قَالَ أَحْمَد بْن سيَّار المروزي: قَدِمَ مَرْو غازيًا، فأدخلَ عَلَى المأمون، فلمّا سَمِعَ كلامه جعله من خاصة إخوانه، وحبسه عنده، إلى أن خرج معه إلى الغزو.

ولَم يزل مُكرمًا عنده إلى أن أراد المأمون إظهار كلام جَهْم وخلْق القرآن.

فجمع [بينه وبين] [١] بشر المريسي، وسأله أن يُكلمه.

وكان أَبُو الصلت يرد عَلَى أهل الأهواء من الْمُرْجِئة والْجَهْميّة والزّنادقة والقَدرية، وكَلَّم بشر المذكور غير مرة بحضرة المأمون، وغيره من أهل الكلام.

وفي كل ذَلِكَ كَانَ الظفر لَهُ.

قَالَ: وكان يعرف كلام الشّيعة، فناظرته فِي ذَلِكَ لاستخراج ما عنده، فما وجدته يُفرط. ورأيته يقدّم أَبَا بَكْر وعمر، ويترحّم عَلَى عليّ وعثمان، ولا يذكرُ الصّحابة إلا بالجميل.

وسمعته يَقُولُ: هذا مذهبي الَّذِي أُدين للَّه بِهِ. إلا أن ثَمَّ أحاديث يرويها فِي المثالب.

وسألتُ إسحاقَ بْن إِبْرَاهِيم عَنْ تِلْكَ الأحاديث، نحو ما جاء فِي أَبِي مُوسَى، وما رُوِيَ فِي معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويَتْ، فأمّا من يرويها عَلَى طريق المعرفة فلا أكرهُ لَهُ ذَلِكَ. وأمّا من يرويها ديانة، فإنِّي لا أرى الرواية عَنْهُ.

وسُئِلَ يَحْيَى بْن مَعِينٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْت فقال: قد سمع وما أعرفه بالكذب [٢] .


[١] ما بين الحاصرتين مستدرك من: ميزان الاعتدال ٢/ ٦١٦. ومكانها بياض في الأصل.
[٢] قال ابن محرز: «وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، فقال: