للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففعل، وورد نيسابور، فبني له بها مدرسة ودار [١] فأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريبا من مائة تصنيف، ثم دعي إلى مدينة غزنة من الهند، وجرت له بها مناظرات عظيمة، فلما رجع إلى نيسابور سمّ في الطريق، فمات، فنقل إلى نيسابور فدفن بها.

ونقل عن ابن حزم، أن السلطان محمود بن سبكتكين قتله [٢] لقوله:

إن نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، ليس هو رسول الله اليوم، لكنه كان رسول الله. انتهى كلام الإسنوي ملخصا.

وفيها الشريف الرضي [٣] نقيب العلويين، أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشّيعي، الشاعر المفلق، الذي يقال: إنه أشعر قريش. ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وابتدأ بنظم الشعر وله عشر سنين، وكان مفرط الذكاء، له ديوان في أربع مجلدات، وقيل: إنه حضر [٤] مجلس أبي سعيد السّيرافي فسأله ما علامة النصب في عمر؟ فقال: بغض عليّ، فعجبوا من حدّة ذهنه، ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها، وقد نيّف على التسعين، وأما أخوه الشريف المرتضى فتأخر. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان: ذكره الثعالبي في «اليتيمة» فقال: ابتدأ بقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل، وهو اليوم أبدع [أبناء [٥] الزمان، وأنجب سادة العراق، يتحلى مع محتده الشريف ومفخره المنيف، بأدب ظاهر


[١] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «ودارا» .
[٢] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «قبّله» وهو تصحيف فتصحح فيه.
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٤١٤- ٤٢٠) و «العبر» (٣/ ٩٧) و «غربال الزمان» ص (٣٤٢) .
[٤] في «العبر» : «أحضر» .
[٥] تحرّفت في «وفيات الأعيان» إلى «أنشاء» فتصحح فيه، وانظر «يتيمة الدهر» (٣/ ١٥٥) طبع دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>