للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله من جملة أبيات:

يا صاحبيّ قفا لي واقضيا وطرا ... وحدّثاني عن نجد بأخبار

هل روّضت قاعة الوعساء أم مطرت ... خميلة الطّلح ذات البان والغار

أم هل أبيت ودار دون [١] كاظمة ... داراي وسمّار ذاك الحيّ سماري

تضوع أرواح نجد من ثيابهم ... عند القدوم [٢] لقرب العهد بالدّار [٣]

وذكر ابن جنّي، أنه تلقن القرآن بعد أن دخل في السن، فحفظه في مدة يسيرة، وصنّف كتابا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله، دلّ على توسعه في علم النحو واللغة، وصنّف كتابا في مجازات القرآن، فجاء نادرا في بابه.

وقد عني بجمع ديوانه جماعة، وأجود ما جمع الذي جمعه أبو حكيم الخبري [٤] .

وحكي أن بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي بسرّ من رأى، وهو لا يعرفها، وقد أخنى عليها الزمان، وذهبت بهجتها، وأخلقت ديباجتها، وبقايا رسومها تشهد لها بالنّضارة وحسن البشارة، فوقف عليها متعجبا من صروف الزمان [٥] وطوارق الحدثان، وتمثّل بقول الشريف الرضي المذكور:

ولقد وقفت على ربوعهم ... وطلولها بيد البلى نهب

فبكيت حتّى ضجّ من لغب ... نضوي وعجّ بعذلي الركب


[١] في «ديوانه» : «عند» .
[٢] في «ديوانه» : «عند النزول» .
[٣] الأبيات في «ديوانه» (١/ ٥١٧) مع تقديم وتأخير ورواية البيت الأول منها فيه:
يا راكبان قفا لي واقضيا وطري ... وخبّر اني عن نجد بأخبار
[٤] في «آ» و «ط» : «الحيري» وهو تصحيف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٥٥٨- ٥٥٩) و «الأعلام» (٤/ ٦٣) .
[٥] في «آ» : «الأزمان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>