للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأمدح التّرك أبغي الفضل عندهم ... والشّعر ما زال عند التّرك متروكا

فأعطاه السلطان مائة دينار، وقال: حتى لا تقول إنه متروك عند التّرك، فامتدحه بقصيدته العينية التي يقول فيها:

أعلمت بعدك وقفتي بالأجرع ... ورضا طلولك عن دموعي الهمّع

لا قلب لي فأعي الكلام فإنني ... أودعته بالأمس عند مودّعي

قل للبخيلة بالسلام تورّعا ... كيف استبحت دمي ولم تتورّعي

هل تسمحين ببذل أيسر نائل ... أن أشتكي وجدي إليك وتسمعي

أو سائلي جسدي ترى أين العنا ... أو فاسألي إن شئت شاهد أدمعي

فالسّقم آية ما أجنّ من الجوى ... والدّمع بيّنة على ما أدّعي

وله في غلام لسبته [١] نحلة في شفته:

بأبي من لسبته نحلة ... آلمت أكرم شيء وأجل

أثّرت لسبتها في شفة ... ما براها الله إلّا للقبل

حسبت أنّ بفيه بيتها ... إذ رأت ريقته مثل العسل

توفي بحمص في شعبان، وكان مدرسا بها.

وفيها عبد الحقّ بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو محمد الأزدي الإشبيلي [٢] الحافظ، ويعرف بابن الخرّاط، أحد الأعلام، ومؤلف «الأحكام الكبرى» و «الصغرى» و «الجمع بين الصحيحين» وكتاب «الغريبين في اللغة» وكتاب «الجمع بين [الكتب] الستة» [٣] وغير ذلك. روى عن أبي الحسن شريح وجماعة، نزل بجاية، وولي خطابتها، وبها توفي بعد محنة لحقته من


[١] جاء في «لسان العرب» (لسب) : لسبته الحيّة والعقرب الزّنبور ... لدغته.
[٢] انظر «العبر» (٤/ ٢٤٣- ٢٤٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٩٨- ٢٠٢) .
[٣] تصحفت لفظة «الستة» في «آ» و «ط» إلى «السنة» ولفظة «الكتب» سقطت منهما والتصحيح من «العبر» و «كشف الظنون» (١/ ٦٠٠) وانظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>