للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرت إلى ربّي كفاحا فقال لي ... هنيئا رضائي عنك يا بن سعيد

فقد كنت قوّاما إذا أقبل الدّجى ... بعبرة مشتاق وقلب عميد

فدونك فاختر أيّ قصر تريده ... وزرني فإني منك غير بعيد

وقلت: أرجو أن العماد يرى ربّه كما رآه سفيان عند نزول حفرته، ونمت فرأيت العماد في النوم وعليه حلّة خضراء، وعمامة خضراء، وهو في مكان متسع كأنه روضة، وهو يرقى في درج مرتفعة، فقلت: يا عماد الدّين، كيف بت؟ فإني والله متفكر [١] فيك، فنظر إليّ وتبسم على عادته، وقال:

رأيت إلهي حين أنزلت حفرتي ... وفارقت أصحابي وأهلي وجيرتي

فقال: جزيت الخير عنّي فإنني ... رضيت فها عفوي لديك ورحمتي

دأبت [٢] زمانا تأمل الفوز والرّضى ... فوقّيت نيراني ولقّيت جنّتي

قال: فانتبهت مرعوبا وكتبت الأبيات.

وتوفي- رحمه الله ورضي عنه- فجأة في سابع عشر ذي القعدة.

وفيها عبد الله بن عبد الجبّار العثماني أبو محمد الاسكندراني [٣] التاجر المحدّث. سمع من السّلفي فأكثر، وتوفي في ذي الحجة عن سبعين سنة.

وفيها ابن الحرستاني، قاضي القضاة جمال الدّين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الخزرجي الدمشقي [٤] الشافعي.


[١] في «آ» و «ط» : «مفكر» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] تحرفت في «ذيل طبقات الحنابلة» إلى «رأيت» فتصحح.
[٣] انظر «ذيل الروضتين» ص (١٠٦- ١٠٨) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ١٨٩- ١٩٠) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٢٢١) .
[٤] انظر «العبر» (٥/ ٥٠- ٥١) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ١٩٣- ١٩٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٨٠- ٨٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٧١- ٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>