للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدي، فحفظوا القرآن، وسمعوا درسه، وحفظوا كتاب «الإيضاح» وكان هذا الفقيه الحنبلي عمرو يحفظ كثيرا وسريعا. وعمل الفرائض فأسرع في معرفتها. ورحل إلى حرّان وأقام بها مديدة يشتغل، ثم رجع إلى دمشق، ثم إلى زرع، وأقام بها يفتي، ثم أضرّ في آخر عمره، ومات بزرع، رحمه الله.

وفيها الزّكي بن رواحة [١] هبة الله بن محمد الأنصاري، التاجر المعدّل، واقف المدرسة الرّواحية بدمشق، وأخرى بحلب. توفي في رجب بدمشق.

وفيها أبو السعادات أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور السّلمي السّنجاري [٢] الشافعي، الشاعر المنعوت بالبهاء. كان فقيها، وتكلّم في الخلاف، إلّا أنه غلب عليه الشعر، وأجاد فيه، واشتهر به، وخدم به الملوك، وأخذ جوائزهم، وطاف البلاد، ومدح الأكابر.

قال ابن خلّكان: وشعره كثير يوجد بأيدي الناس، ولم أدر هل دوّن شعره أم لا، ثم وجدت له في خزانة التّربة الأشرفية بدمشق «ديوانا» في مجلد كبير.

ومن شعره من جملة قصيدة مدح بها كمال الدّين بن الشهرزوري [٣] :

وهواك ما خطر السّلوّ بباله ... ولأنت أعلم في الغرام بحاله

ومتى وشى واش إليه فإنه ... سال هواك فذاك من عذّاله

أوليس للكلف المعنّى شاهد ... من حاله يغنيك عن تسآله

جدّدت ثوب سقامه وهتكت ست ... ر غرامه، وصرمت حبل وصاله


[١] في «آ» و «ط» : «ابن راحة» والتصحيح من «العبر» (٥/ ٩٢) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ١٢٦) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ٢١٤- ٢١٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٠٢- ٣٠٣) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٩٣- ٩٤ و ١٦٥- ١٦٦) . و «المختار من تاريخ ابن الجزري» ص (١٢٥) .
[٣] هو القاضي محمد بن عبد الله بن أبي أحمد القاسم الشهرزوري، الملقب كمال الدّين. مات سنة (٥٩٩ هـ) . انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٤١- ٢٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>