للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها شيخ الإسلام محيي الدّين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مرّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام الفقيه الشافعي، الحافظ الزّاهد، أحد الأعلام النّواوي [١]- بحذف الألف ويجوز إثباتها- الدمشقي [٢] .

ولد في محرّم سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وقرأ القرآن ببلده، وقدم دمشق بعد تسع عشرة سنة من عمره. قدم به والده، فسكن بالمدرسة الرّواحية.

قال هو: وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض. وكان قوتي فيها جراية المدرسة لا غير، وحفظت «التنبيه» في نحو أربعة أشهر ونصف.

قال: وبقيت أكثر من شهرين أو أقل، لما قرأت: «ويجب الغسل من إيلاج الحشفة في الفرج» اعتقد أن ذلك قرقرة البطن. وكنت أستحم بالماء البارد كلما قرقر بطني.

قال: وقرأت وحفظت ربع «المهذّب» في باقي السنة، وجعلت أشرح وأصحح على شيخنا كمال الدّين إسحاق المغربي ولازمته، فأعجب بي وأحبّني، وجعلني أعيد لأكثر جماعته.

فلما كانت سنة إحدى وخمسين، حججت مع والدي، وكانت وقفة الجمعة. وكان رجبيا من أول رجب، فأقمنا بالمدينة نحوا من شهر ونصف.


[١] لفظة «النواوي» لم ترد في «ط» .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣١٢) و «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٤٧٠- ١٤٧٤) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٨٢) و «طبقات الشافعية» (٨/ ٣٩٥- ٤٠٠) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٤٧٦- ٤٧٧) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٧٨- ٢٧٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٩٤- ٢٠٠) ومقدمة والدي حفظه الله تعالى للطبعة الثالثة من كتاب المترجم «التبيان في آداب حملة القرآن» الصادرة عن مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع في الكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>