للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجاهد [١] ، وأجمعهم لذلك سعيد بن جبير، وقتله الحجّاج وما على وجه الأرض أحد إلّا وهو مفتقر إلى علمه.

وقال الحسن [٢] يوم قتله: اللهمّ أعن على فاسق ثقيف، والله لو أنّ أهل الأرض اشتركوا في قتله لأكبّهم [٣] الله في النار. وقال أبو اليقظان [٤] :

هو- أي سعيد- مولى لبني والبة من بني أسد، ويكنى أبا [٥] عبد الله، وكان أسود، وكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة وهو على القضاء وبيت المال، وكان سعيد مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس، لما خرج على عبد الملك بن مروان، فلما قتل عبد الرّحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم [٦] هرب فلحق بمكّة، وكان واليها يومئذ خالد بن


المتوفى سنة (١٠٦) ، وسوف ترد ترجمته في المجلد الثاني من كتابنا هذا. وانظر «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (٤٨) بتحقيقنا، طبع دار ابن كثير.
[١] يعني مجاهد بن جبر، شيخ القرّاء، والمفسرين في عصره، المتوفى سنة (١٠٣ هـ) . انظر «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (١٧) ، وسوف ترد ترجمته في المجلد الثاني من كتابنا هذا.
[٢] يعني الحسن البصري، إمام أهل البصرة، وخير أهل زمانه، المتوفى سنة (١١٠ هـ) . وسترد ترجمته مفصلة في المجلد الثاني من كتابنا هذا.
[٣] في المطبوع: «لكبهم» .
[٤] هو عامر بن حفص، عالم بالأنساب، يلقب بسحيم، توفي سنة (١٩٠ هـ) . انظر «الأعلام» للزركلي (٣/ ٢٥٠) .
[٥] في الأصل: «أبو» وأثبتنا ما في المطبوع وهو الصواب.
[٦] قال ياقوت: دير الجماجم بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة، قال أبو عبيدة: الجمجمة القدح من الخشب، وبذلك سمي دير الجماجم، لأنه كان يعمل فيه الأقداح من الخشب. والجمجمة أيضا: البئر تحفر في سبخة، فيجوز أن يكون الموضع سمي بذلك، قال ابن الكلبي: إنما سمي دير الجماجم لأن بني تميم وذبيان لما واقعت بني عامر وانتصرت بنو عامر وكثر القتلى في بني تميم بنوا بجماجمهم هذا الدير شكرا على ظفرهم، وهذا عندي بعيد من الصواب، وهو مقول على ابن الكلبي وليس يصح عنه، فإنه كان أهدى إلى الصواب من غيره في هذا الباب، لأن وقعة بني عامر وبني تميم وذبيان كانت بشعب جبلة وهو بأرض نجد وليس بالكوفة، ولعل الصواب ما حكاه البلاذري عن ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>