للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بمكّة سنة ست وسبعمائة، وسمع بها كثيرا، وتفقه على والده، ورحل إلى القاضي شرف الدّين البارزي، وأجازه بالفتوى والتدريس. وكان من الفضلاء، وصار إليه أمر الفتيا والتدريس بمكة، ثم ولي القضاء في سنة ستين، ثم أضيف إليه الخطابة، فباشرها نحو سنتين، ثم عزل عن ذلك كلّه في سنة ثلاث وستين بأبي الفضل النويري فلزم بيته حتّى مات لا يخرج منه إلّا لحج أو صلاة غالبا.

وكان في قضائه عفيفا نزها وإنما عزل بسبب حكم نقم عليه أنه أخطأ فيه.

توفي بمكة في جمادى الأولى.

وفيها القاضي تاج الدّين أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن عبد الرحمن السّلمي المصري المناوي الشافعي [١] .

سمع من جماعة، وتفقه على عمّه ضياء الدّين المناوي وطبقته، ودرّس، وأفتى، وحدّث، وناب في الحكم عن القاضي عزّ الدّين ابن جماعة. وكان إليه الأمر في غيبته وحضوره، وولي قضاء العسكر، ودرّس بالمشهد الحسيني وجامع الأزهر، وخطب بالجامع الحاكمي.

ذكره الإسنوي في «طبقاته» وقال: كان محمود الخصال مشكور السيرة.

وقال غيره: كان مهابا، صارما، لكنه قليل البضاعة في العلوم، مع صرامته في القضاء والعمل بالحقّ والنّصرة للعدل، والدّربة بالأحكام، والاعتناء بالمستحقين من أهل العلم وغيرهم. وكان القاضي عزّ الدّين قد ألقى إليه مقاليد الأمور كلّها حتّى الأقاليم.

توفي في ربيع الآخر، ودفن بتربته بظاهر باب تربة الشّافعي.


«الحزازي» والتصحيح من «النجوم الزاهرة» (١١/ ٨٥) و «العقد الثمين» (١/ ٣٦٧) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٤٨) .
[١] انظر «النجوم الزاهرة» (١١/ ٨٥) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ١٢٧) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٤٦٧) و «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٢٨٣) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ١٥٧) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٥٩) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٨٠- ٣٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>