للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن شهبة: رئيس العلماء، وصدر الشافعية بالدّيار المصرية، العقيلي الطّالبي البالسي الحلبي ثم المصري.

ولد سنة أربع وتسعين وستمائة [وقيل: سنة سبعمائة] [١] وسمع الحديث، وأخذ الفقه عن الزّين بن الكتّاني [٢] وغيره، وقرأ النحو على أبي حيّان، ولازمه في ذلك اثنتي عشرة سنة، حتى قال أبو حيّان: ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل. وأخذ الأصول والفقه عن العلاء القونوي ولازمه، وقرأ القراءات على التّقي الصّايغ، واشتهر اسمه وعلا ذكره، وناب في الحكم عن القاضي جلال الدّين، ثم عن العزّ بن جماعة، ودرّس بزاوية الشافعي بمصر في آخر عمره، وولي التفسير بالجامع الطّولوني، وختم به القرآن تفسيرا في مدة ثلاث وعشرين سنة، ثم شرع بعد ذلك من أول القرآن، فمات في أثناء ذلك، وشرح «الألفية» شرحا متوسطا حسنا لكنه اختصر في النصف الثاني جدا. وشرح «التسهيل» شرحا متوسطا سمّاه ب «المساعد» ، وشرع في تفسير مطوّل وصل فيه إلى أثناء [سورة] النساء، وله آخر لم يكمله سماه ب «التعليق الوجيز على كتاب العزيز» .

وقال ابن رافع [٣] : كان قويّ النّفس، تخضع له الدولة، ولا يتردد إلى أحد، وعنده حشمة بالغة وتنطع زائد في الملبس والمأكل. وكان لا يبقي على شيء.

ومات وعليه دين، وقد ولي القضاء نحو ثمانين يوما، وفرّق على الطلبة والفقهاء في ولايته مع قصرها نحو ستين ألف درهم، يكون أكثر من ثلاثة آلاف دينار.

وذكره الإسنوي في «طبقاته» ولم ينصفه، وفي كلامه تحامل عليه، وكان فيه لثغة.


(٣/ ٢٩- ١٣٢) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٢٦٦- ٢٦٩) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٠٠- ١٠١) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٣٧) و «بغية الوعاة» (٢/ ٤٧- ٤٨) و «درة الحجال» (٣/ ٦٥- ٦٦) .
[١] ما بين الحاصرتين مستدرك من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة مصدر المؤلف.
[٢] تحرفت في متن «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة إلى «الكتناني» وجاء الصواب في حاشية التحقيق منه في أسفل الصفحة. وهو مترجم في «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٣٥٨) .
[٣] لم أر هذا النقل عند ابن رافع في «الوفيات» الذي بين يدي وإنما نقلها المؤلّف رحمه الله عن «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة بتصرف وهي عند ابن شهبة معزوة لابن رافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>