للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع من تاج الدّين ابن بنت أبي سعد، وشهاب الدّين الهكّاري، وغيرهما، وعني بالفقه فمهر فيه إلى الغاية، وشارك في غيره، ودرّس، وأفتى أكثر من أربعين سنة.

وتوفي بمكة في نصف ذي القعدة عن خمس وستين سنة.

وفيها تاج الدّين عبد الوهاب بن الشيخ عفيف الدّين عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي المكّي الشافعي [١] .

اشتغل بالفقه، وأذن له الأبناسي، وسمع من أبيه وجماعة بمكة، ورحل إلى دمشق، فسمع من ابن أميلة وغيره، وتفقّه بالأميوطي وغيره، وكان خيّرا، عابدا، ورعا، قليل الكلام فيما لا يعنيه، وسمع منه ابن حجر.

وتوفي في رجب عن خمس وخمسين سنة.

وفيها الحافظ سراج الدّين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح- وصالح هذا أول من سكن بلقينة- ابن شهاب [٢] الدين [٢] بن عبد الخالق بن مسافر بن محمد البلقيني الكناني الشافعي [٢] شيخ الإسلام.

ولد ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وحفظ القرآن العظيم وهو ابن سبع سنين، وحفظ «المحرّر» في الفقه، و «الكافية» لابن مالك في النحو، و «مختصر ابن الحاجب» في الأصول، و «الشاطبية» في القراءات، وأقدمه أبوه إلى القاهرة وله اثنتا عشرة سنة، فطلب العلم، واشتغل على علماء عصره، وأذن له في الفتيا وهو ابن خمس عشرة سنة، وسمع من الميدومي وغيره، وقرأ الأصول على شمس الدّين الأصفهاني، والنّحو على أبي حيّان، وأجاز له من دمشق الحافظان المزّي والذّهبي، وغيرهما، وفاق الأقران، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، فقيل: إنه مجدّد القرن التاسع، وما رأى مثل نفسه، وأثنى عليه العلماء وهو شاب، وانفرد في آخره برئاسة العلم، وولي إفتاء دار


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ١٠٥) و «الضوء اللامع» (٥/ ١٠٢) و «العقد الثمين» (٥/ ٥٣٤) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ١٠٧) و «الضوء اللامع» (٦/ ٨٥) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٩٧) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٤٢- ٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>