للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرها، ثم استقرّ في الخطابة ونظر الحرم والحسبة حتّى مات. وكان مشكور السيرة في غالب أموره.

وتوفي في ربيع الأول.

وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن جعفر البلالي- نسبة إلى بلالة من أعمال عجلون-.

نشأ هناك، وسمع الحديث، واشتغل بالعلم، وسلك طريق الصّوفية، وصحب الشيخ أبا بكر الموصلي. ثم قدم القاهرة فاستوطنها بضعا وثلاثين سنة، واستقرّ في مشيخة سعيد السعداء مدة متطاولة، مع التواضع الكامل، والخلق الحسن، وإكرام الوارد [١] ، وصنّف «مختصر الإحياء» فأجاد فيه، وطار اسمه في الآفاق، ورحل إليه بسببه، ثم صنّف تصانيف أخرى، وكانت له مقامات وأوراد، وله محبون معتقدون ومبغضون منتقدون.

توفي في رابع شوال وقد جاوز السبعين.

وفيها عزّ الدّين محمد بن بهاء الدّين علي بن عزّ الدّين عبد الرحمن بن محمد بن التّقي سليمان المقدسي الحنبلي [٢] ، خطيب الجامع المظفّري بالصّالحية وابن خطيبه.

ولد سنة أربع وستين وسبعمائة، وحفظ «المقنع» وسمع الحديث وبرع في الفقه والحديث، وأخذ عن ابن رجب، وابن المحبّ، وكان له النّظم الرائق، وباشر القضاء، وحج وأكثر المجاورة بمكة، ودرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل، وكان في آخره عين الحنابلة، وألف مؤلفات حسنة، منها «نظم المفردات» سمّاه «النّظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد» واقترح عليه صاحب مجد الدّين عمل مؤلّف على نمط «عنوان الشرف» لابن المقري [٣] فعمل قطعة نظما أولها:


[١] تحرفت في «ط» إلى «الوارد» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٢٩٠) و «الضوء اللامع» (٨/ ١٨٧) و «السحب الوابلة» ص (٤١٨) .
[٣] هو إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني، المعروف بابن

<<  <  ج: ص:  >  >>