للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٦ - أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ ⦗٥٤٨⦘ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَزِعُ قَالَ سَيْفٌ: أَظُنُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , عَنِ الْمُنَقَّعِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا، فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ، فَقُلْتُ: إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ، فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ ". فَمَكَثْتُ أَيَّامًا وَخَاضَ النَّاسُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ , أَوْ قَالَ مُضَرَ , فَمُصَدِّقُهُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ، فَلَأَصَّدَّقَنَّهُمْ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدُمَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ، اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ» . قَالَ الْمُنَقَّعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ، يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: الْمُنَقَّعُ , رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَدْ نَسَبَهُ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ، قَالُوا: وَشَهِدَ الْمُنَقَّعُ الْقَادِسِيَّةَ ثُمَّ قَدِمَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّ بِهَا، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: جَنَاحٌ , شَهِدَ عَلَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقَالَ:

لَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْلَ ذَيْلٌ بَيْنَهَا … طِعَانٌ وَنَشَّابٌ قَصَرْتُ جَنَاحَا

فَطَاعَنْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصَرَهُ … وَوَدَّ جَنَاحٌ لَوْ قَضَى فَاسْتَرَاحَا

كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ فَوْقَ جَبِينِهِ … مَخَارِيقُ بَرْقٍ فِي تِهَامَةَ لَاحَا

<<  <  ج: ص:  >  >>