للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٥ - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ قَيْسٍ الْجُعْفِيِّ قَالَا: كَانَتْ جُعْفِيٌّ يُحَرِّمُونَ الْقَلْبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ , مِنْ بَنِي مَرْوَانَ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَسَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ , مِنْ مَشْجَعَةَ بْنِ مُجَمِّعٍ , مِنْ بَنِي الْحَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَهُمَا أَخَوَانِ لِأُمٍّ، وَأُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ بْنِ مَالِكٍ , مِنْ بَنِي حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ، فَأَسْلَمَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ الْقَلْبَ» قَالَا: نَعَمْ. قَالَ: «فَإِنَّهُ لَا يَكْمُلُ إِسْلَامُكُمَا إِلَّا بِأَكْلِهِ» , وَدَعَا لَهُمَا بِقَلْبٍ فَشُوِيَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ يَزِيدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمَّا أَخَذَهُ أَرْعَدَتْ يَدُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلْهُ» , فَأَكَلَهُ , وَقَالَ:

[البحر الوافر]

عَلَى أَنِّي أَكَلْتُ الْقَلْبَ كَرْهًا … وَتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْهُ بَنَانِي ⦗٧٤٦⦘

قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ كِتَابًا نُسْخَتُهُ: " مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، إِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى مَرَّانَ، وَمَوَالِيهَا، وَحَرِيمَ وَمَوَالِيهَا، وَالْكِلَابِ وَمَوَالِيهَا، مَنْ أَقَامَ مِنْهُمُ الصَّلَاةَ , وَآتَى الزَّكَاةَ , وَصَدَّقَ مَالَهُ وَصَفَّاهُ، قَالَ: وَالْكِلَابُ: أَوَدٌ وَزُبَيْدٌ، وَحَرِيمٌ: سَعْدُ الْعَشِيرَةِ وَزَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَعَائِذُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَبَنُو صَلَاةٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ كَانَتْ تَفُكُّ الْعَانِيَ، وَتُطْعِمُ الْبَائِسَ، وَتَرْحَمُ الْفَقِيرَ، وَإنَّهَا مَاتَتْ , وَقَدْ وَأَدَتْ بُنَيَّةً لَهَا صَغِيرَةً، فَمَا حَالُهَا؟ فَقَالَ: «الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ» , فَقَامَا مُغْضَبَيْنِ، فَقَالَ: «إِلَيَّ فَارْجِعَا» , فَقَالَ: «أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا» , فَأَبَيَا وَمَضَيَا وَهُمَا يَقُولَانِ: وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا أَطْعَمَنَا الْقَلْبَ، وَزَعَمَ أَنَّ أَمَّنَا فِي النَّارِ لَأَهْلٌ أَلَّا يُتَّبَعَ , وَذَهَبَا فَلَمَّا كَانَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَوْثَقَاهُ وَأَطْرَدَا الْإِبِلَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَنَهُمَا فِيمَنْ كَانَ يَلْعَنُ فِي قَوْلِهِ: «لَعَنَ اللَّهُ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَلِحْيَانَ وَابْنَيْ مُلَيْكَةَ مِنْ حَرِيمٍ وَمُرَّانَ»

<<  <  ج: ص:  >  >>