قال أبو العرب: كان سحنون ثقة حافظا للعلم فقيه البدن.
اجتمعت فيه خلال قلما اجتمعت في غيره.
تولى قضاء افريقية وسنه إذ ذاك أربع وسبعون سنة فلم يزل قاضيا إلى أن مات رحل في طلب العلم في حياة مالك وهو ابن ثمانية عشر عاما أو تسعة عشر وكانت رحلته إلى ابن زياد بتونس وقت رحلة ابن بكير إلى مالك.
قال سحنون كنت عند
ابن القاسم وجواباته ترد عليه فقيل له ما منعك من السماع منه قال قلة الدراهم وقال مرة أخرى لحى الله الفقر فلولاه لادركت مالكا فان صح هذا فله رحلتان وسمع من ابن القاسم وابن وهب وأشهب وطليب بن كامل وعبد الله بن الحكم وسفيان بن عينيه ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وحفص بن غياث وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون والوليد بن مسلم وابن نافع الصائغ ومعن بن عيسى وابن الماجشون ومطرف وغيرهم وانصرف إلى افريقية سنة احدى وتسعين ومائة توفي سحنون في رجب سنة أربعين ومائتين وصلى عليه الامير محمد بن الاغلب ووجه إليه بكفن وحنوط واحتال ابنه محمد حتى كفنه في غيره وتصدق بذلك أصل سحنون شامى من حمص وقدم أبوه سعيد في جند حمص وهم صليبة من العرب وسمى سحنون باسم طائر حديد الذهن لحدته في المسائل المدونة الكبرى للامام مالك بن أنس رواها الامام سحنون عن الامام عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن امام دار الهجرة الامام مالك ابن انس وهو من أجل الكتب في الفروع المالكية طبع بعناية محمد الساسي المغربي بمط السعادة ١٣٢٤ ٥ جزء ١٦ وله ذيل لابن رشد الحفيد: المقدمات الممهدات في بيان ما اقتضته رسوم المدونة الخ جزء ٤ أنظر ابن رشد.
وطبعت المدونة
الكبرى مع الذيل بالمط الخيرية بأربعة مجلدات سنة ١٣٢٤ سحنون بن عثمان الميدوي الونشريسي (الشيخ) سحنون بن عثمان بن سليمان بن احمد بن أبي بكر المداوي دفين بني وعزان