احمد باشا تيمور صاحب الخزانة التيمورية - أدبية فاضلة حكيمة عاقلة بارعة باهرة شاعرة ناثرة.
رضعت أفاويق الادب وهي في مهد الطفولية وتحلت على لغات الغرب قبل تضلعها باللغة التركية.
وفاقت على اقرانها فصاحة عند بلوغها سن الرشاد وصارت ندرة زمانها بين أهل الانشاء والانشاد ولدت بالقاهرة وتعلمت العلم والادب على اساتذة أفاضل بين أبويها وتفرس والدها فيها النجابة والميل العظيم لاقتباس العلم فأحضر لها بعض الاساتذة.
فأخذت عنهم
شيئا من الفنون واتقنت اللغة الفارسية الا انها بعد زواجها كفت عن المطالعة والدرس والتفتت إلى تدبير منزلها.
وما زالت كذلك حتى كبرت ابنة لها اسمها توحيده.
فألقت لها زمام منزلها وعادت إلى الدرس وتعلم النحو وأخذت العروض عن فاطمة الازهرية وشقيقة الطبلارية فبرعت واتقنت بحوره وأحسنت الشعر وصارت تنشد القصائد المطولة والازجال المتنوعة والموشحات البديعة التي لم يسبقها أحد على معانيها.
وحال الزمان دون رغائبها إذ اختطفت المنية كريمتها فاستولى عليها الحزن وتركت الشعر والعلوم وجعلت ديدنها الرثاء والعديد والنوح سبع سنوات حتى أصابها رمد العيون.
ثم سمعت قول الناصحين وقللت شيئا فشيئا من البكاء والنوح وعادت إلى مطالعتها وجمع أشعارها ولما نشرت مؤلفاتها سارت في حديثها الركبان إلى اقصى العمران وطار صيتها في الافاق ووردت إليها التقاريظ من كل جهبذ اديب ولوزعي اريب (ملخصا عن الدر المنثور في طبقات ربات الخدور للانسة زينب فواز) ١ - حلية الطراز - وهو ديوان غالب شعره رقيق متين وأول خطبته: الحمد لله الذي اطلع شموس البلاغة المشرقة من سواطع مطالع العبادات - ومستهل أشعاره قولها: بيد العفاف أصون عز حجابي *
وبعصمتي اسمو على اترابي وفي آخر الديوان جملة تقاريظ لبعض شعراء العصر - مط