حجة الاسلام زين الطوسي الفقيه الشافعي أصله من غزالة وهي قرية من أعمال طوس وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه.
فلما حضرته الوفاة وصى
به وبأخيه احمد إلى صديق له متصوف من أهل الخير.
فلما مات أقبل الصوفي على تعليمهما إلى أن فني ذلك النذر اليسير الذي كان خلفه لهما أبوهما وتعذر على الصوفي القيام بقوتهما فالتجأ إلى مدرسة يطلب العلم وكان هو السبب في سعادتهما وعلو درجتهما.
فاشتغل أبو حامد في مبدأ أمره بطوس.
ثم قدم نيسابور وجد في الاشتغال على امام الحرمين أبي المعالي الجويني وخرج من نيسابور إلى العسكر ولقي الوزير نظام الملك فأكرمه وعظمه وأقبل عليه.
وكان بحضرة الوزير جماعة من الافاضل فجرى بينهم الجدال والمناظرة في عدة مجالس وظهر عليهم واشتهر اسمه وسارت بذكره الركبان.
ثم فوض إليه التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته وكان يحضر درسه من كبار العلماء المدرسين ببغداد ثلاث مائة.
ثم توجه إلى الشام وأقام بدمشق عشرين سنة ومنها انتقل الي بيت المقدس واشتهر في العبادة وزيارة المشاهد والمواضع المعظمة.
ثم قصد مصر وأقام بالاسكندرية مدة ومنها عاد إلى وطنه طوس واشتغل بنفسه وصنف الكتب المفيدة في عده فنون منها احياء علوم الدين وهو من أنفس الكتب وأجملها وقد زادت مؤلفاته على سبعين مصنفا - توفي بالطبران وهي قصبة طوس ورثاه الاديب محمد الابيوردي الشاعر المشهور بأبيات فائية من جملتها
مضى وأعظم مفقود فجعت به * من لا نظير له في الناس يخلفه ١ - الاجوبة الغزالية في المسائل الاخراوية - ضمن مجموعة أربع رسائل الآتي ذكرها ٢ - أحياء علوم الدين - وهو من أجل كتب المواعظ وأعظمها حتى قيل فيه أنه لو ذهبت كتب الاسلام وبقي الاحياء لا غنى عما ذهبت (كشف الظنون) بولاق ١٢٦٩ جزء ٤ - لكناو ١٢٨١ وبه حواش وتقييدات - مصر ١٢٨٢ و ١٣٠٦ جزء ٤ - بهامشه عوارف المعارف