تنال البحر منه يد وأخرى * تنال الثلج اسقطه الغمام وقوله في غيرها: انا أشعر الشعراء فيك ولا تقل * هذا الغلام يجهله يتمرد أما تصانيفه فليس لها مسودات.
وكان العشرات من الابيات في ذهنه ثم يكتبها دفعة واحدة ولهذا لم يجدوا صورا لرسائله وكان في أول أمره متصلا بالامير بشير الشهابي فلبث كاتب يده ١٢ سنة ثم ارتحل باسرته إلى بيروت سنة ١٨٤٠ وفيها انقطع إلى التأليف والتدريس واشتغل زمنا بتصحيح مطبوعات المرسلين الاميركيين.
فنظم لهم أثناء ذلك سفر المزامير مراعيا في الوزن الالحان الموسيقية واشترك في تصحيح تعريب التوراة المعروف بترجمة البروتستنت.
واما خطه فكان جميلا على القاعدة الفارسية.
ومن آثار قلمه المحفوظة عند المرسلين المذكورين نسخة بخط يده من قاموس الفيروزبادي وعليها استدراكات بخط ولده المرحوم الشيخ ابرهيم.
وقد نقح كثيرا من الكتب التى طبعت لعهده منها بحث المطالب للمطران جرمانوس فرحات.
نسخة بقلمه جاريا فيه على أصح الوجوه في كل مسألة فجاء بريئا من الاغلاط التى كان المطران قد وقع فيها
وأعقل مساء الاثين ١٦ مارس سنة ١٨٦٩ فاصابته سكتة استمرت ٣٦ ساعة ولما اعتقل لسانه أشار بدواة وقرطاس فكتب الحديث المأثور: لكم الشفاء بشربة ماء وكية نار.
وشرطة مبضع.
وبقى بعد ذلك مفلوجا في شطره الايسر والى هذا يشير بقوله: قد كان لي جسد قبلا اعيش به * واليوم قد صار نصفا ذلك الجسد املى مدة اعتلاله من النظم والتواريخ الشعرية شيئا كثيرا إلى أن توفي فجاءة يوم ٨ فبراير سنة ١٨٧١ ج.