للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

ياقوت الرومي الحموي (٥٧٥ - ٦٢٦) أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الجنس الحموي المولد البغدادي الدار الملقب شهاب الدين كانت ولادته ببلاد الروم وأسر من بلاده صغيرا وابتاعه ببغداد رجل تاجر يعرف بعسكر بن أبي نصر الحموي وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجائره وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط ولا يعلم شيئا سوى التجاره

وكان ساكنا ببغداد وتزوج بها واولد عدة أولاد.

ولما كبر ياقوت قرأ شيئا من النحو واللغة وشغله مولاه بالاسفار فكان يتردد إلى كيش وعمان وتلك النواحي ويعود إلى الشام.

ثم جرت بينه وبين مولاه نبوة اوجبت عتقه فابعده عنه وذلك سنة ٥٩٦ فاشتغل بالنسخ بالاجرة وحصل بالمطالعة فوائد.

ثم سافر وجعل بعض تجارته كتبا وكان متعصبا على علي بن أبي طالب (رضه) وكان قد طالع شيئا من كتب الخوارج فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي وتوجه إلى دمشق في سنة ٦١٣ وقعد في بعض أسواقها وناظر بعض من يتعصب لعلى وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره عليا بما لا يسوغ.

فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه.

فسلم منهم وخرج من دمشق منهزما ووصل إلى حلب خائفا وخرج منها وتوصل إلى الموصل - ثم انتقل إلى اربل وسلك منها إلى خراسان وأقام بها يتجر في بلادها واستوطن مرو مدة ودخل دور كتبها واستفاد منها.

ومضى إلى خوارزم وصادفه وهو بخوارزم خروج التتر وذلك في سنة ٦١٦ - فانهزم بنفسه وقاسى في طريقه من المضايقة والتعب ما يكل عن شرحه إذا ذكره - ووصل إلى الموصل وأقام بها مدة مديدة ثم انتقل إلى سنجار وارتحل منها إلى حلب وأقام بظاهرها إلى أن مات.

وكان قد اشتغل في مرو بأخذ معلومات كثيرة لكتابه معجم البلدان


ابن خلكان ٢ - ٢٧٧ (*)