- ب -
القنوع في ما هو مطبوع " ضمنه مؤلفه قسما وافرا من الكتب المطبوعة قديما وحديثا.
الا ان فيه نقصا وسقطات كثيرة لا محل لذكرها في هذا المقام.
وكان سبقه في هذا الفن عبد الله افندي الانصاري في كتاب صغير سماه " جامع التصانيف المصرية الحديثة " وقد ضمنه الكتب التي نشرت من سنة ١٣٠١ إلى ١٣١٠ ولكن فاته ذكر كتب كثيرة طبعت في تلك الآونة.
وفي سنة ١٩١٣ م نشرت نظارة الحقانية بالقاهرة فهرسا هجائيا للكتب العربية والافرنجية المحفوظة بمكتبة مدرسة الحقوق الخديوية.
هذا ما خلا الفهارس والجداول السنوية التي نشرها أصحاب المكاتب حاوية أسماء المصنفات المعروضة عندهم للبيع ولما كان ذلك كله لا يفي بحاجة المتأدبين ولا يشفي غليل المستفيدين هاجني لاعج الغرام باحياء آثار المصنفين.
وحركني فرط الشغف بانماء معارف الادباء الباحثين إلى أن أتولى بقدر ما يسعه الذرع القاصر جمع كتاب شامل لجميع المصنفات العربية التي نشرت في انحاء المعمورة منذ تأسيس الطباعة إلى يومنا هذا مع الاشارة الوجيزة إلى موضوع كل منها.
ثم أثبت لكل مؤلف من المتأخرين والمتقدمين لمعة من ترجمته اعتمدت في نقلها على أوثق المصادر وأتبع الترجمة بذكر مصنفاته
ومحل طبعها والسنة التي طبعت فيها ولما أن رأيت جماعة كثيرين من طلاب اللغة العربية شرقا وغربا راغبين في الحصول على مثل هذا المصنف وكل يسعى وراء هذه الضالة المنشودة شمرت عن ساعد الجد وباشرت العمل منذ ست عشرة سنة ونيف باذلا غاية الجهد في قيد جميع المصنفات المطبوعة وضبط أسماء مصنفيها أو مترجميها.
فعانيت مشقة عظيمة وسهرت الليالي الطوال ولم يذلل لي تلك الصعاب الاكثرة التفتيش والتنقيب ومساعدة بعض الادباء الافاضل.
ولا يخفى على اللبيب ما في هذا المشروع من العقبات لعدم وجود مصادر كافية يمكن الاعتماد عليها والثقه بها.
وكثيرا ما احوجتنى الضرورة إلى الاطلاع على الكتب نفسها للوقوف على حقيقه اسمها واسم مؤلفيها وما احتوته من العلم والفن وما كان الغرض من وضعها.
وأخص بذكر الكتب المطبوعة في بلاد ايران والهند والمغرب وهي تعد بالمئات.
فاني لم أر لها جدولا أو فهرسا واضحا يدل دلالة جلية عليها.
وفي بعضها لا يعرف اسم البلد الذي نشرت فيه.
ويغلب الظن أنه فاتني بعض الكتب التي طبعت على الحجر في تبريز وطهران إذ لم أتوصل إلى معرفة أسمائها لاني طالعت في تراجم علماء ايران ذكر الآلاف من الكتب التي وضعوها باللغة العربية فلا بد أنه طبع منها قسم وافر وبقى الآخر مخطوطا وما زلت أكد وأسعى آناء الليل وأطراف النهار إلى ان توصلت إلى الغاية المرغوبة فأتى بحمده تعالى هذا الكتاب مستوفيا شاملا وقد ادخر من الفوائد مالا غنى عنه فعزمت على نشره خدمة لاهل العلم والادب وهو مرشد أمين لمعرفة المؤلفات والمؤلفين قديما وحديثا شرقا وغربا وفيه من سهولة المأخذ وقرب التناول ما يكفى الاديب مؤنة البحث وعناء التنقيب ويغنيه عن مراجعة معاجم وفهارس عديدة وفيه فوائد جمة اقتبستها من كتب مخطوطة ومطبوعة يعسر وجودها وبحثت عن تراجم علماء كثيرين أفاضل أغفل ذكرها في الكتب الحديثة التي صنفت في تاريخ آداب اللغة لا سيما علماء القرون المتأخرة.
وقد أثبت في مواضع نقلي ومواطن أخذي من كتب العلماء المعول في هذا الشأن عليهم.
والرجوع في صحة النقل إليهم.
ولم ادع أحدا صنف في الادب أوفي التاريخ أو في فرع من الفنون الا وذكرته ائذانا بفضله وطول باعه ودلالة على مكانته من العلم