الحسيني الجزائري ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب ولد الامير في القيطنة وهي قرية اختطها جده في ايالة وهران من أعمال الجزائر وتربى في حجر والده إلى أن بلغ سن التمييز.
فحفظ الكتاب العزيز وتلو بعض العلوم وكان والده كاسلافه من العلماء الاعلام الذين يرجع إليهم في مشكلات الاحكام.
ولما بلغ سنه أربع عشرة سنة سار إلى وهران لاستكمال فنون العلوم.
فجد في تحصيلها وطالع كتب الفلاسفة ودرس الفقه والحديث وعلم الهيئة والتاريخ وفي سنة ١٢٤١ سافر مع والده برا إلى الحجاز على طريق مصر وبعد أداء فريضة الحج قصدا المدينة المنورة ومنها توجها إلى دمشق صحبة الركب الشامي ثم سافرا إلى بغداد ورجعا إلى الوطن بعد أن عرجا على دمشق والحجاز وفي سنة ١٢٤٨ بايعه أهل الجزائر وولوه القيام بأمر الدفاع عن البلاد وذلك بعد أن طلبوا مبايعة والده.
فاعتذر عن قبولها.
فلما ألحوا عليه أشار علبهم بمبايعة ولده لما رأى منه من الكفاة بما يتعلق بهذا لامر الجلل
فلما بايعوه اتخذ لقب الامير في رعيته.
وقامت بينه وبين دولة فرنسا حروب استمرت نيفا وخمس عشرة سنة.
ولما رأي أن لا سبيل إلى الثبات استسلم إلى القائد لامور يسيار في سنة ١٨٤٧ م بشرط أن يحمل إلى الاسكندرية أو عكا مع أهله ومن يتبعه من قومه.
فأجابه القائد إلى طلبه وخصصوا له مركبا حربيا ونقلوه إلى طولون ثم إلى پووامبواز حيث أقام خمس سنوات ذلك لوقوع الاضطراب في حكومة فرنسا أيام الثورة.
ولما أفضى الامر إلى ناپوليون الثالث عاهل الفرنسيس زاره في امبوار وأظهر له كل تجلة واكرام وأسف أسفا شديدا على تأخير الوفاء بانجاز الشروط إلى ذلك الوقت.
وبعد أن بشره بالتسريح إلى بلاد الاسلام أخذ عليه العهد أن لا يرجع إلى بلاد الجزائر وأهداه سيفا مرصعا ورتب له في السنة مائة الف قرنك على أن تصرف له مشاهرة ثم سافر الامير ومن معه إلى القسطنطينية وتقابل مع السلطان عبد المجيد فاحتفل به احتفالا عظيما وأنعم عليه