الجوهري الفارابي (٣٩٣) الامام أبو نصر اسماعيل بن حماد الفارابي الجوهري كان أديبا فاضلا.
أخذ عن أبي على الفارسي وعن خاله أبي نصر الفارابي صاحب ديوان الادب وصنف الصحاح في اللغة للاستاذ أبي منصور البيشكي.
وحصل سماع أبي منصور منه إلى باب الضاد المعجمة سافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة ودخل بلاد ربيعة ومضر فأقام بها مدة في طلب اللغة ثم عاد إلى خراسان وأقام بنيسابور يدرس في اللغة ويعلم في الكتابة ويشتغل بالتصنيف وتعلم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة.
وقال ياقوت كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما وأصله من الترك من فاراب.
وهو امام في علم اللغة والادب وخطه يضرب به المثل في الجودة واعترى الجوهري وسوسة وانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور فصعد إلى سطحه وقال أيها الناس اني قد عملت في الدنيا شيئا لم يغلب علي.
فسأعمل بالآخرة أمرا لم
أسبق إليه وضم إلي جنبيه مصراعي باب وشدهما بخيط وصعد مكانا عاليا وزعم أنه يطير فوقع فمات.
وبقي السواد (من الصحاح) غير منقح ولا مبيض فبيضه بعض أصحابه أبو إسحق بن صالح الوراق بعد موته وغلط فيه في مواضع كثيرة تاج اللغة وصحاح العربية وفي مخطوط قديم كتب سنة ٨٥١ ذكر اسمه " تاج اللغة وسر العربية ويعرف بالصحاح (أو) كتاب الصحيح في اللغة.
رواية الشيخ أبي محمد اسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري.
قال المؤلف في خطبته: وقد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرف الله سبحانه منزلتها وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها على ترتيب لم