شيخا زكيا ذا صمت وهيبة وسكون لم يؤثر الكبر في جسمه على علو سنه ولا تغير شئ من ذهنه وحواسه.
سألته عن مولده فقال لي سنة ٦٠٥ وقد نيف شيوخه على الثمانين..ومن عجيب أخلاقه أني ما طلبت من تآليفه الا وهبه لي.
وقد أعطاني أكثر من عشرة أجزاء من فوائده وفوائد شيوخه وفهارستهم قائلا أنت أولى بها منى.
فاني شيخ على الوداعة وأنت في عنفوان عمرك.
وألف كتابا حسنا مفيدا في طبقات من دخل القيروان من الفضلاء منذ دخلها الاسلام إلى زمانه معالم الايمان في معرفة أهل القيروان
مذيل الروايات والاخبار والتراجم والآثار بافادات عظيمة الاعتبار لجامع شمل هذا التأليف الشيخ أبي القاسم قاسم ابن عيسى بن ناجي التنوخي القيرواني يتقدمه ذكر فضل افريقية وذكر القيروان وما ورد فيها جزء ٤ المط العربية التونسية تونس ١٣٢٠ دبانه " ميخائيل " الدمشقي نزيل بيروت التقويم العام لخمسة آلاف عام مط الهلال ١٨٩٢ م الدبس " (المطران) يوسف "(١٩٠٧ ١٨٣٣ م) ولد في كفر زينا من زاوية طرابلس شام وأحذ مبادئ العلم في مدرسة القرية.
ثم دخل مدرسة عين ورقة وتلقى فيها اللغات العربية والسريانية واللاتينية والايطالية وعلوم المنطق واللاهوت ودرس في مدرسة مار يوحنا مارون ثم سيم كاهنا وسنة ١٨٧٣ ارتقى درجة الاسقفية على أبرشية بيروت ونواحيها.
فأظهر في أثناء وظيفته غيرة على تهذيب أبناء طائفته وأنشأ في بيروت مدرسة الحكمة التي هرع إلى أبوابها طلبة العلم من كل جانب.
وشيد الكنيسة الكبرى وهي من أعظم الكنائس في سوريا.
وكان المترجم مكبا على المطالعة والتأليف إلى آخر عمره مع ما اعتراه من الضعف في العينين