ثم انتقل إلى مصر وقرأ فيها العلوم الشرعية سمع من خلائق يزيدون على ألف ومائتين وأخذ الفقه عن الكمال الزملكاني وابن قاضي شهبه ولما عاد إلى دمشق عين أستاذا للحديث في مسجد أم صالح ثم في المدرسة الاشرفية وغيرها: سمع من الجمع الكثير وما زال يخدم هذا الفن (الحديث) إلى أن رسخت فيه قدمه وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه.
وضربت باسمه الامثال وقام بدمشق يرحل إليه من سائر البلاد وتناويه السؤالات من كل ناد.
اطنب فيه السبكي ثم قال: وهو على الخصوص سيدي ومعتمدي وله علي من الجميل ما أخجل وجهي وأملا يدي.
جزاه الله عني افضل الجزاء.
وقال البرزالي في معجمه: رجل فاضل صحيح المذهب.
اشتغل وحصل ورحل وكتب الكثير.
وقال ابن شاكر الكتبي في ترجمته: حافظ لا يجاري.
ولاحظ لا يبارى.
اتقن الحديث ورجاله.
ونظر علله وأحواله.
وعرف تراجم الناس وأزال الابهام في تواريخهم والالباس.
جمع الكثير.
ونفع الجم الغفير.
وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف اه له تاريخ الاسلام في اثنى عشر مجلدا أربى فيه على من تقدمه بتحرير أخبار المحدثين خصوصا وقطعه من سنة سبعمائة واختصر منه مختصرات كثيرة منها العبر وسير
النبلاء وملخص التاريخ قدر نصفه وطبقات الحفاظ وطبقات القراء والاشارة وغير ذلك وقد عدد صاحب المنهل الصافي مؤلفاته.
كانت وفاته بدمشق ١ تجريد أسماء الصحابة تلخيص أسد الغابة أوله: الحمد لله العلي الاعلى ذكر فيه أن كتاب ابن الاثير (أي اسد الغابة) نفيس مستقصى لاسماء الصحابة الذين ذكروا في الكتب الاربعة..وهو كتاب ابن منده وكتاب ابي نعيم وكتاب أبي موسى الاصبهانيين وكتاب ابن عبد البر ... قال وزدت انا طائفة من الصحابة الذين نزلوا حمص الخ جزء ٢ حيدر آباد سنة ١٣١٥ عدد صحائف الجزئين ٨٢٨ (*)