وقال الأحوص:
فأمَّا المقيم منهما فممرَّد ... تُرَى للحَمَام الوُرق فيه مَواكنُ
ويقال الممرد: المملس. ويقال: شجرة مرداء؛ إذا سقط ورقها فصارت ملساء. وإنما سمى الأمرد
أمرد لأنه أملس الخدين.
والخدان يرتفعان بلها، وأكمل النحض فيهما صلة الفخذين، و (هما) اسم كان، وبابا منيف خبر كأن،
وهما مضافان إلى المنيف، والممرد نعت المنيف.
(وَطيُّ مَحَال كالحَنيِّ خُلوفُهُ ... وأَجرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ منضَّدِ)
معناه: ولها طي محال، أي لها محال مطوية. (المحال): الفقر، الواحدة محالة، وهي خرز الظهر.
يقول: محال ظهرها متراصف متدان بعضه من بعض، وذلك اشد لها وأقوى من أن يكون محالها
متباينات. وربما كان للبعير المهري عدة من فقار واحداً. وقوله (كالحني) الحني: القسي، واحدتها
حنية، والجمع حنى وحنايا. وقال أحمد بن عبيد: اخبرنا أبو عمرو قال: المهرية ظهرها فقرة واحدة،
وهي الاجد، فإذا قالوا أجد أرادوا المهرية. وقال غيره: الخلوف مآخير الأضلاع، الضلع القصيرة
التي تلي الخاصرة. وقوله (لزت): قرن بعضها إلى بعض فانضمت واشتدت. ومنه قيل رجل ملزز،
أي مجتمع الخلق. و (أجرنة): جمع جران، وهو باطن الحلقوم، وإنما لها جران واحد، فجمعه بما
حوله، كما قال الأسود بن يعفر:
فلقد أروح على التَّجار مرجَّلاً ... مَذِلاً بمالى ليِّنا أجيادي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute