والأصفر في غير هذا الموضع: الأسود. قال الله عز وجل: (صَفْراءُ فاقعٌ لونُها)، فمعناه سوداء.
وقال الأعشى:
تَلك خيَلي منه وتلك ركابي ... هُنَّ صُفْرٌ ألوانُها كالزَّبيبِ
وقوله (مضبوح): ضبحته النار وضبته، إذا غيرت منه. وقوله (نظرت حواره) معناه انتظرت فوزه
وخروجه. والحوار: مصدر حاورته محاورة وحوارا. وقوله (على النار) معناه عند النار، وذلك في
شدة البرد، كانوا يوقدون النار وينحرون الجزور ويضربون بالقداح، واكثر ما يفعلون ذلك بالعشي
في وقت مجيء الضيف. قال النمر:
ولقد شهدتُ إذا القداحُ توحدت ... وشهدتُ عند اللَّيلِ مُوقِدَ نارِها
عن ذاتِ أوْليَةٍ أساودُ ربَّها ... وكأنّ لونَ المِلح فوق شفارها
قال أبو جعفر: اساود رب هذه الناقة، أي أخادعه عنها. و (توحدت): أبى كل أحد أن يأخذ إلا الفذ
من صعوبة الزمان.
وقوله (واستودعته كف مجمد)، قال يعقوب: المجمد، الذي يأخذ بكلتا يديه ولا يخرج من يديه شيء.
وقال أبو جعفر: يقال أجمد الرجل، إذا لم يكن عنده خير ولا فضل.
وأصفر مخفوض بإضمار رب، ومضبوح نعته.
(سَتُبْدِي لكَ الأَيَّامُ ما كُنْتَ جاهلاً ... ويأَتِيكَ بالأَخبارِ مَن لمْ تُزَوِّدِ)
قوله (سَتُبْدِي لكَ الأَيَّامُ)، معناه ستظهر لك ما كنت جاهله. وقوله (ويأَتِيكَ بالأَخبارِ مَن لمْ تُزَوِّدِ)،
معناه يأتيك بالخبر من لم تسأله عن ذلك.