للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال: قد مر الشيء مرارة، وأمر يمر إمرارا. وقوله (مذاقته) معناه ذوقه. يقال ذقت الشيء

وتذوقته، إذا تطعمت منه. و (العلقم): الشديد المرارة. يقال طعام شديد العلمقة.

وإذا وقت فيها طرف من الجزاء، وظلمي اسم إن، وباسل خبر إن، ومر نعت باسل، والمذاقة رفع

بالكاف، والتقدير: مذاقته مثل طعم العلقم. ويجوز أن ترفع المذاقة بمعنى المرارة وتجعل الكاف نعتا

للباسل.

(ولقَدْ شَرِبتُ مِنَ المُدامةِ بَعَدَ ما ... ركَدَ الهواجرُ بالمَشُوفِ المُعْلَم)

المدام والمدامة: الخمر، وإنما سميت المدامة لأنها أديمت في الدن، أي أطيل مكثها. فيقول: شربت

من الخمر بعد ركود الهواجر، أي حين ركدت الشمس ووقفت وقام كل شيء على ظله. يقال: ركد،

إذا سكن. وقال أبو جعفر: إنما سميت الخمر مدامة لأنها أديمت في الدن حتى أدركت فسكن غليانها

وصفت. ومنه يقال: أدم قدرك، أي اكسر غليانها بتحريك أو بماء.

واللام في لقد جواب اليمين. وقال أبو جعفر: إنما خص ركود الهواجر لأنه أراد كنت منعما، وهذا

الوقت وقت النعمة في شدة الحر.

وقوله (بالمشوف) معناه بالدينار المشوف. أي المجلو. يعنى إنه اشترى خمرا بدينار مجلو. يقال:

شاف درعه، إذا جلاه. قال النابغة الجعدي:

في وجوه شُمِّ العرانين أمثال ... لِ الدنانير شُفْن بالمثقالِ

أي زين بالتمام، لسن بمقطعات ولا نواقص. وكل جلاء وتحسين فهو شوف. وقال أبو جعفر: قوله

شفن معناه جلين من الكيس ليوزن بالمثقال، أي بالوزن. ومثله قول عدي بن زيد.

وعند الإله ما يَكيد عبادَه ... وكُلاًّ يوفِّيه الجزاءَ بمثقالِ

<<  <   >  >>