لأن الماضي لا يكون حالا إلا بقد. وقد قرأ الحسن رحمه الله تعالى: (حَصِرة صُدورهم).
و (الغبيط) قال أبو عمرو الشيباني: هو الهودج بعينه. وقال الأصمعي: قتب الهودج. وقال غيرهما:
هو مركب من مراكب النساء. ومعا منصوب على الحال من النون والألف، والعامل فيه مال، كأنه
قال: وقد مال الغبيط بنا جميعا، كما تقول: قام الزيدان معا، أي قاما جميعا. وقوله: (عقرت بعيري)
قال الأصمعي: معناه تركت بعيري عقيرا.
وامرؤ القيس منصوب لأنه منادى مضاف. وانزل موضعه جزم على الأمر، إلا إنه كسر اللام
للقافية ووصل كسرة اللام بالياء، كما قال زهير:
أمِنْ أمِّ أوْفَى دِمنةٌ لم تَكَلَّم ... بحَومانة الدَّرَّاج فالمتثلِّمِ
(فقُلْتُ لها سِيرِي وأَرخى زِمَامَه ... ولا تُبعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ)
الهاء تعود على عنيزة. وقال الأصمعي: المعنى هوني عليك لا تبالي أعقر أم سلم. وقوله: (من
جناك) قال الأصمعي: جعلها بمنزلة شجرة لها جنى، فجعل ما يصيب من رائحتها وحديثها وقبلها
بمنزلة ما يصيب من رائحة الشجرة وثمرها. والمعلل: الشاغل الذي يعللني ساعة بعد ساعة، ويقال
للمعلل الملهى.
وموضع سيري جزم بتأويل لام ساقطة، كأنه قال: لتسيري، وعلامة الجزم فيه سقوط النون، لأن
الأصل سيرين، وكذلك (أرخة زمامه). وقوله: (ولا تبعديني من جناك) موضع تبعديني جزم على
النهي بلا، وعلامة الجزم فيه سقوط النون، وكان الأصل تبعديني. والجنى مخفوض بمن، والمعلل
نعته.