للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقال: آي فاطم، بإثبات ألف وياء بعد الهزة. قال الفراء: سمعت أعرابيا يقول: آي أمة، وأخرى،

أي أمه. ويقال: أيا فاطم. قال الشاعر:

أيا بانةَ الوادي أليس بليةً ... من العيش أن تُحمَى على ظِلالُكِ

وقال الآخر:

أيا عمرو لا تعذُلْ محباًّ ولا تُعنْ ... على لَومِهِ، أن المحبَّ أسيرُ

ويقال: هيا فاطم. أنشد الفراء:

هيا أمَّ عمرو هل ليَ اليومَ عندكمْ ... بِغَيْبةِ أبصارِ العُداةِ سبيلُ

وأراد بقوله أفاطم يا فاطمة، فأسقط الهاء وترك الميم مفتوحة، كما يقال في ترخيم بثينة وخديجة: يا

بُثين أقبلي، ويا خديج اقعدي. قال الشاعر):

بُثَينَ الزمِي لا أن لا أن لزمِته ... علَى كثرة الواشين أي مَعونِ

ويجوز في العربية: أفاطمُ بضم الميم، على أن تجعله اسما فترفع آخره، كما ترفع آخر زيد وعمرو

إذا ناديتهما. أجاز النحويون: يا بثينُ أقبلي ويا خديجُ اقعدي. وأنشد الفراء لذي الرمة:

فيا مَيَّ ما يُدرك أين مُناخنا ... مُعَرَّقةَ الألْحِى يمانِيَةً سُجْرا

وقال الفراء: يا فاطمةُ أقبلي ويا فاطمةَ أقبلي، فمن قال يا فاطمةُ هو نداء مفرد مرفوع، ومن قال يا

فاطمةَ كان لد مذهبان: أن تقول أردت أن أقول يا فاطم بالترخيم فرددت التاء وقدَّرت فيها فتح

الترخيم؛ والمذهب الآخر أن يقول: أردت يا فاطمتاه، فأسقطت الألف والهاء وتركت التاء على

فتحتها. قرأت القراء: (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) على معنى يا بنياه. قال أبو بكر: وأنشدني أبو العباس

للنابغة:

كِلِيني لهمٍّ يا أميمةَ ناصِبِ ... وليلٍ أقاسيهِ بطئِ الكواكبِ

<<  <   >  >>