(تطلع منه النفس) معناه: تكاد النفس تخرج من اجله لهوله وصعوبته.
وقال الأصمعي: دخل أنيس الجرمي على الحجاج - وكان فصيحا - يعرض عليه درعا من حديد
صافية، فلم يتبين الحجاج صفاءها فقال: ليست بصافية. فقال له أنيس: أصلح الله تعالى الأمير، أن
الشمس جونة. يريد: أن شدة شعاع الشمس أذهب صفاء الدرع.
وقوله (ينجاب عنه) معناه ينشق عنه الغيم ويتفرق عن هذا الجبل لطوله وارتفاعه. قال الله عز
وجل: (الذينَ جابوا الصَّخْر بالوادِ)، أراد شقوا الصخر وبنوا فيه. قال سابق:
فلم ينجُ منهم في البحور ملجِّجٌ ... ولم يُنج مَن جابَ الصُّخورَ اجتيابُها
ويقال: جبت الفلاة، إذا دخلت فيها. قال معن بن أوس:
إليك سعيدَ الخيرِ جابَتْ مطيَّتي ... فُروجَ الفيافي وهي عوجاء عَبْهلُ
و (العماء): الغيم الرقيق، ومثله الضباب، والطخاء، والطهاء. ويروى: (وكأن المنون ترمى بنا
أصحم عصم). والأصحم: الوعل الذي يعلو بياضه سواده. أتنشدنا الأصمعي بن أبي عائذ الهذلي:
أوَ أصحمَ حام جراميزَه ... حَزابيةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ
الأصحم هاهنا: الحمار. وقوله: حام جراميزه، معناه حام نفسه من الرماة والصيادين. وحزابية معناه
ضخم ممتلئ. والحيدى: الذي يحيد. والدحال: جمع دحل، وهو خرق في الارض. والوعل: تيس في
الجبل. و (العصم): جمع أعصم. و (الأصحم): الوعل الذي في يديه بياض. ويروى: (وكأن المنون