للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله (يهدى): يدل. يقول: أن رايتها مشهورة اهتدى إليها من أرادها لجودتها؛ لأنه إنما ينصب الغاية

للخمر من قد عرفت خمره بالجودة. ثم تجعل الغاية علامة في غير الخمر. فيقال للشيء الجيد: هو

غاية من الغايات، أي هو علامة في جنسه. قال الشماخ:

رأيت عَرابةَ الأوسيَّ يَنمِي ... إلى الخيرات مُنقِطعَ القرينِ

إذا ما غايةٌ رُفعتْ لمجدٍ ... تَلقَّاها عَرابةُ باليمينِ

قوله (وافيت) معناه وافيت الغاية. وقال أبو عمرو: (وغاية تاجر) معناه وغاية سومه، أي منتهى ما

يستام، وافيت سومه. وقوله (إذ رفعت) معناه إذ رفعت في الثمن. و (عز): ارتفع وعلا. يقول:

أشترى الخمر إذا كانت غالية عزيزة. و (المدام) والمدامة: الخمر التي أديمت في مكان حتى عتقت،

أي داومته ولازمته. وإنما سميت الخمر مداما لأنها أسكنت في دنها، أي سُكنت، من التسكين. يقال

أدم قدرك، أي سكَّن من غليانها. قال النابغة الجعدي:

تفور علينا قِدْرُهم فنُديمها ... ونَفثؤها عَنَّا إذا حَمْيُها غلا

قوله (نفثؤها): نسكَّنها. وروى ابن الأعرابي: (عاليت إذ رفعت). ويروى: (وغاية تاجر) بالنصب.

فمن نصب نصب بوافيت، ومن خفض أضمر رب.

(أُغْلِي السِّباءَ بكُلِّ أَدكنَ عاتِقٍ ... أَو جَونةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ ختامُها)

السباء: شراء الخمر. يقال قد سبأ الخمر، إذا اشتراها. وقال أبو عبيدة: يقال سبأت الخمر، إذا

اشتريتها فشربتها. ولا يقولون للذي يشتريها للبيع سبأها، ولا يقال للخمارين سبئوها. قال الشاعر:

باكرتُهم بسباءِ جَونٍ ذارعٍ ... قَبلَ الصَّباح وقبل لَغو الطائر

<<  <   >  >>