للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالنصوص الإسلامية تدعو إلى الاعتدال وتحذر من التطرف، وتعبر عنه بعدة ألفاظ منها: الغلو والتنطع والتشديد، فمن خلال تلك النصوص أصبح من الواضح الجلي أن الإسلام ينفر أشد النفور من هذا الغلو ويحذر منه أشد التحذير.

قال تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (سورة المائدة ٧٧) .

وقال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} (سورة النساء: ١٧١) .

- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين» (١) .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: قوله «إياكم والغلو في الدين» عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال.

- عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «" هلك المتنطعون " قالها ثلاثا» (٢) .

أي المتعمقون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. "


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده، حديث رقم (١٨٥١) ، صححه ابن حبان (٣٨٧١) والحاكم (١ / ٤٦٦) ، وابن خزيمة (٢٨٦٧، ٢٨٦٨) قال الألبانى: صحيح. (ابن ماجه: ٣٠٢٩، النسائي: ٥ / ٢٦٨، ٢٦٩) .
(٢) أخرجه مسلم في كتاب العلم - باب هلك المتنطعون: حديث رقم (٢٦٧٠) .

<<  <   >  >>