للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١١٣٩) عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنَّه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلَّي سبحة الضُّحى ثمان ركعات، فلمَّا انصرف قال إنِّي صلَّيت صلاة رغبة ورهبة سألت ربِّى عزَّ وجلَّ ثلاثًا فاعطانى ثنتين ومنعنى واحدة، سألته أن لا يبتلى أمَّتى بالسِّنين ففعل، وسألت أن لا يظهر عليهم عدوَّهم


(١١٣٩ عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هارون ابن معروف ثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرونى عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن الضحاك بن عبد الله القرشى حدثه عن أنس بن مالك "الحديث" (غريبه) (١) يعنى رغبة فى رحمة الله تعالى وعفوه (ورهبة) يعنى خوفًا من عذابه وغضبه (٢) يعنى القحط والجدب، تقول العرب مستهم السنة بمعنى أخذهم الجدب فى السنة، ويقال اسنتوا كما يقال اجدبوا، قال الشاعر *ورجال مكة مسنتون عجاف* ومنه قوله تعالى {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} وقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف) (٣) يعنى أن لا يسلط عليهم عدوًّا من غيرهم كما فى رواية الترمذى يعنى الكفار (فان قيل) كيف يتفق هذا مع أن معظم المسلمين الآن فى بقاع الأرض تحت سيطرة غيرهم (قلت) لأنهم لم يقيموا الدين كما أمرهم الله عز وجل وفرطوا فيه، فلم يتبعوا أوامره ولم يجتنبوا نواهيه، وأفرطوا فى تقليد الأجنبى فى الضار لا النافع، قلدوه فى أكل الربا وشرب الخمور، قلدوه فى إباحة الزنا والتبرج والسفور، قلدوه فى استحمام النساء فى البحور، ولم يقلدوه فى وضع المقذوفات على النغور، قلدوه فى الحكم بالقانون الوضعى، ونبذوا القانون السماوى، ولم ينزجروا بقوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} أبعد هذا يطمعون فى الانتصار على الأجنبى؟ كلا، لا يكون ذلك ما داموا كذلك، وأكبر شاهد محسوس على صدق قولنا أن بعض الدول الأسلامية المتمسكة بدين الله المقيمة لحدوده "كاليمن والحجاز" محفوظة من اليد الأجنبية فلم تسيطر عليها ولم تمسها بأذًى، إذًا فالانتصار على الأجنبى مقيد بنصر دين الله كما جاء فى كثير من الأحاديث الصحيحة وفى القرآن الكريم، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} أى ان تنصروا الدين وتعملوا بالسنة وقال أيضا {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} فان ثبنا الى الدين وتعاليمه القويمة، وتبنا عما ارتكبنا من المخالفة الذميمة وقويت منا العزيمة، فالله تعالى يحقق

<<  <  ج: ص:  >  >>