للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحة الضُّحى قطُّ وإنِّى لأسبِّحها وقالت إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يستنَّ به النَّاس فيفرض عليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ما خفَّ على النَّاس من الفرائض

(١١٤١) وعنها أيضًا قالت ما سبَّح رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سبحة الضُّحى فى سفر ولا حضر


(غريبه) (١) تقدم غير مرة أن المراد بالسبحة النافلة وأصلها من التسبيح، وخصت النافلة بذلك لأن التسبيح الذى فى الفريضة نافلة، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها كالتسبيح فى الفريضة (٢) كذا هنا من السبحة، وفى رواية للبخارى وانى لأستحبها من الاستحباب وهو من رواية مالك عن ابن شهاب، ولكل منها وجه؛ لكن الأول يقتضى الفعل، والثانى لا يستلزمه، وجاء فى ذلك أحاديث مختلفة عند الأمام أحمد ومسلم وستأتى كلها فى هذا الفصل (فمن ذلك) ما روى من طريق عبد الله بن شقيق قلت لعائشة (أكان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى الضحى؟ قالت لا، إلا أن يجئ من مغيبه) وهذا لفظ مسلم، وعنده من طريق معاذة عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله) ففى حديث عروة نفى رؤيتها لذلك مطلقًا، وفى حديث ابن شقيق تقييد النفى بغير المجئ من مغيبه، وفى حديث معاذة الأثبات مطلقًا (وقد اختلف العلماء فى ذلك) فذهب ابن عبد البر وجماعة الى ترجيح ما اتفق الشيخان عليه دون ما انفرد به مسلم، وقالوا إن عدم رؤيتها لذلك لا يستلزم عدم الوقوع، فيقدم من روى عنه من الصحابة الأثبات، وذهب آخرون الى الجمع بينهما، قال البيهقى عندى أن المراد بقولها ما رأيته سبحها أى دوام عليها (وقولها إنى لأسبحها) أى أداوم عليها؛ وكذا قولها "وما أحدث الناس شيئا" تعنى المداومة عليها اهـ (قلت) قول البيهقى (وما أحدث الناس شيئا) هذه الجملة جاءت فى حديث ذكره البيهقى بسنده عن عبد الرزاق أنبأنا معمر عن عروة عن عائشة قالت "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى وانى لأسبحها" زاد معمر فى روايته "وما أحدث الناس شيئا أحب الىّ منها" ثم قال رواه البخارى فى الصحيح عن آدم عن ابن ابى ذئب اهـ (تخريجه) (ق. لك. د. نس. هق)
(١١٤١) وعنها أيضا (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعى عن الزهرى عن عروة عن عائشة "الحديث" (غريبه) (٣) المعنى أنها ما رأته يصليها كما فسره بذلك القاضى عياض وغيره، قال القاضى والجمع بينه

<<  <  ج: ص:  >  >>