للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٩) باب كراهة الصف بين السوارى للمأموم

عن عبد الحميد بن محودٍ قال صلَّيت مع أنس بن مالكٍ


رحمهما الله تعالى أنه قال يجمع بين مختلف هذه الأحاديث بأن بلالا رضي الله عنه كان يراقب خروج النبي صلى الله عليه وسلم من حيث لا يراه غيره أو إلا القليل، فعند أول خروجه يقيم ولا يقوم الناس حتى يروه، ثم لا يقوم مقامه حتى يعدلوا الصفوف، وقوله في رواية أبى هريرة "فيأخذ الناس مصافَّهم قبل خروجه" لعله كان مرة أو مرتين ونحوهما لبيان الجواز أو لعذر، ولعل قوله صلى الله عليه وسلم "فلا تقوموا حتى ترونى" كان بعد ذلك، قال العلماء والنهى عن القيام قبل أن يروه لئلا يطول عليهم القيام، ولأنه قد يعرض له عارض فيتأخر بسببه، واختلف العلماء من السلف فمَن بعدّهم متى يقوم الناس للصلاة ومتى يكبر الأمام (فذهب الشافعى) رحمه الله تعالى وطائفة أنه يستحب أن لا يقوم أحد حتى يفرغ المؤذن من الأقامة، ونقل القاضى عياض (عن مالك رحمه الله تعالى) وعامة العلماء أن يستحب أن يقوموا إذا أخذ المؤذن في الأقامة، وكان أنس رضي الله عنه يقوم اذا قال المؤذن قد قامت الصلاة (وبه قال أحمد) رحمه الله تعالى (وقال أبو حنيفة) رحمه الله تعالى والكوفيون يقومون في الصف اذا قال حى على الصلاة، فاذا قال قد قامت الصلاة كبر الأمام؛ وقال جمهور العلماء من السلف والخلف لا يكبر الأمام حتى يفرغ المؤذن من الأقامة انتهى ما نقله النووى (وروى) عن سعيد بن المسيب اذا قال المؤذن الله أكبر وجب القيام، فاذا قال حى على الصلاة عدلت الصفوف، فاذا قال لا إله إلا الله كبر الأمام (وقال مالك في الموطأ) لم أسمع في قيام الناس حين تقام الصلاة بحد محدود، إلا أنى أرى ذلك بقدر طاقة الناس، فان منهم الثقيل والخفيف ولا يستطيعون أن يكونوا كرجل واحد، وقال في المجموعة قيل لمالك اذا أقيمت الصلاة فمتى يقوم الناس؟ قال ما سمعت فيه حدّا وليقوموا بقدر ما استوت الصفوف وفرغت الأقامة، وقال ابن حبيب كان ابن عمر لا يقوم حتى يسمع قد قامت الصلاة (وذهب) عمر بن عبد العزيز ومحمد بن كعب وسالم ابن عبد الله وأبو قلابة وعراك بن مالك والزهرى وسليمان بن حبيب إلى أنهم يقومون حين الشروع في الأقامة مطلقا والله أعلم.
(١٤٨٥) عن عبد الحميد بن محمود (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن يحيى بن هانئ عن عبد الحميد بن محمود "الحديث" (غريبه) (١) يعنى المعولى بكسر الميم وفتحها وسكون العين المهملة وفتح الواو البصرى، روى عن ابن عباس وأنس، وعنه ابنه حمزة وسيف، وثقه النسائي، وقال الدارقطني

<<  <  ج: ص:  >  >>