للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه يوم الجمعة فدفعنا على السَّوارى فتقدَّمنا أو تأخَّرنا فقال أنسٌ كنَّا نتَّقى على عبد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم


يحتج به، وقال الحافظ في التقريب مقلّ من الرابعة، روى له أبو داود والترمذى والنسائى (١) بضم الدال المهملة مبنيا لمفعول أي إلى ما بينهما (والسوارى) جمع سارية وهى العمود المعروف (٢) يشك الرواى في كونهم تقدموا عنها أو تأخروا، والحكمة في تقدمهم أو تأخرهم عدم رغبتهم في الصلاة بين السوارى لورود النهى عن ذلك كما سيأتى، ورواية أبى داود (فتقدمنا أو تأخرنا) أي تقدم بعضهم وتأخر البعض الآخر فراراً من الصلاة بينها كما تقدم (٣) أي نجتنبه ونحترز منه - قيل والحكمة في ذلك ما يترتب عليه من تقطيع الصفوف، وقيل لأنها موضع النعال، قال ابن سيد الناس والأول أشبه لأن الثانى محدث، وقال القرطبى روى أن سبب كراهة ذلك أنه مصلَّى الجن من المؤمنين اهـ والله أعلم (تخريجه) (د. نس. مذ. هق) وحسنه الترمذى (وفي الباب) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كنا ننهى عن الصلاة بين السوارى ونطرد عنها" رواه الحاكم وصححه (وعن معاوية ابن قرة عن أبيه) قال "كنا ننهى أن نصف بين السوارى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونطرد عنها طردا" رواه ابن ماجة والحاكم والبيهقى (وعن ابن مسعود) رضي الله عنه أنه قال "لا تصفوا بين السوارى" رواه البيهقى، قال ورواه الثورى عن أبى إسحاق فقال في متنه "لا تصفوا بين الأساطين" قال وهذا والله أعلم لأن الاسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف، فان كان منفردا أو لم يجاوزوا ما بين الساريتين لم يكره إن شاء الله تعالى لما روينا في الحديث الثابت عن ابن عمر قال (سألت بلالا أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى في الكعبة؟ فقال بين العمودين المقدمين) اهـ (قلت) حديث ابن عمر الذي أشار اليه رواه الشيخان والأمام أحمد، وسيأتى في أبواب دخول الكعبة والصلاة فيها من كتاب الحج إن شاء الله تعالى (الأحكام) حديث الباب مع ما ذكرنا في الشرح يدل على كراهة الصلاة بين السوارى؛ بل ظاهر حديث معاوية بن قرة عن أبيه وحديث أنس الذي ذكره الحاكم أن ذلك محرّم (فان قيل) روى الترمذى عن عبد الحميد بن محمود قال "صلينا خلف أمير من الأمراء فاضطرَّنا الناس فصلينا بين ساريتين، فلما صلينا قال أنس كنا نتقى هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" (وروى النسائى) عن عبد الحميد أيضا قال "صلينا مع أمير من الأمراء فدفعونا حتى قمنا وصلينا بين الساريتين فجعل أنس يتأخر وقال "كنا نتقى هذا الخ" وظاهر هاتين الروايتين أنهم صلوا بين السوارى وهما معارضتان لحديث الباب، وظاهره

<<  <  ج: ص:  >  >>