للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الاستسقاء بالاستغفار - واستشفاع المسلمين والكافرين بالنبى صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء]-

وقال اللَّهمَّ حوالينا ولا علينا قال فجعل السَّحاب يتقطَّع يمينًا وشمالًا


(تخريجه) (جه. هق) وسنده جيد، ورواه أيضًا الحاكم وقال، هذا حديث حسن صحيح إسناده على شرط الشيخين (قلت) وأقره الذهبي ورواه الإمام أحمد من طريق أخرى عن كعب بن مرة أيضًا قال " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فأتيته، فقلبت يا رسول الله إن الله عز وجل قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم، فأعرض عنه، قال فقلت يا رسول الله إن الله عز وجل قد نصرك وأعطاك واستجاب لك، وإن قومك قد هلكوا فاعد الله لهم، فقال اللهم اقنا غيثًا مغيثًا - الحديث" وسيأتي تماً بسنده وشرحه في باب ما ورد في بعض قبائل العرب مدحًا وذمًا من كتاب الفضائل إن شاء الله تعالى، فيستفاد من هذا الحديث أن الرجل المبهم الذي ذكر في حديث الباب هو كعب بن مرة (وفي الباب عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم لا يتزود لهم راع ولا يخطر لهم فحل، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله، ثم قال اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعاً طبقًا غدقًا عاجلاً غير رائث، ثم نزل فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا قد أحيينا" رواه ابن ماجه ورجاله ثقات، وأخرجه أيضًا أبو عاونة وسكت عنه الحافظ في التخليص وقوله (لا يتزود لهم راع) أي لا يجد ما يطعمه لقلة الزاد عندهم لما أصابهم من الجدب والقحطـ، وخص الراعي بالذكر لأنه يعتني بطعامه أكثر من غيره لما يناله من المشقة والبعد عن المساكن (وقوله ولا يخطر لهم فحل) يعني أن مواشيهم قد بلغت لقلة الرعى إلى حد من الضعف لا تقوى معه على تحريك أذيلها، وفي القاموس خطر الفحل بذنبه إذا ضرب به يمينًا وشمالاً (وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما) قال (أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي، فقال اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا مريعًا عاجلاً غير أجل نافعًا غير ضار، فأطبقت عليهم السماء) رواه الحاكم، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (وعن الشعبي رحمه الله) قال خرج عمر يستسقى فلم يزد على الاستغفار، فقالوا ما رأيناك استسقيت، فقال لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء الذي يستنزل له المطر ثم قرأ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} الآية رواه سعيد بن منصور في سننه وابن أبي شيبة والبيهقي "وقوله بمجاديح السماء" بجيم ثم دال مهملة ثم حاء مهملة أيضًا جمع مجدح كمنبر؛ قال في القاموس مجاديح السماء أنواؤها أهـ، والمراد بالآنواء النجوم التي يحصل عنده المطر عادة فشبه الاستغفار بها، واستدل عمر بالآيتين على أن الاستغفار الذي ظن أن الاقتصار عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>