للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله صلى الله عليه وسلم لا تحرم المصة ولا المصتان وكلام العلماء في ذلك]-

شق عليه (١) فقالت يا رسول الله أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظرن (٢) ما اخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة (عن أبي موسى الهلالي) (٣) عن أبيه ان رجلا كان في سفر فولدت امرأته فاحتبس لبنها فجعل يمصه ويمجه فدخل حلقة فأتى أبا موسى فقال حرمت عليك فأتى ابن مسعود فسأله فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحرّم من الرضاع إلا ما انبت اللحم وانشر العظم (٤) (عن عبد الله بن الزبير) (٥) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحرم من الرضاع المصة (٦) والمصتان (عن عائشة رضى الله عنها) (٧) ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ال تحرم المصة ولا المصتان (عن أم الفضل) (٨) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فجاء اعرابي فقال يا رسول الله كانت لي امرأة فتزوجت عليها امرأة أخرى فزعمت امرأتي الأولى انها ارضعت امرأتي الحدثى (٩) املاجة أو املاجتين وقال مرة رضعة أو رضعتين


(١) أي كأنه كره ذلك كما جاء مصرحا به في رواية البخاري (٢) بهمزة وصل وضم الظاء المعجمة من النظر بمعنى التفكر والتأمل، وجاء عند البخاري بلفظ انظرن من اخوانكن وهى أوجه، ومعناه تأملن وتفكرن ما وقع من ذلك هل هو رضاع صحيح بشرطه من وقوعه في زمن الرضاعة من المجاعة، وهو علة لوجوب النظر والتأمل، والمجاعة مفعلة من الجوع يعني أن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة وتحل بها الخلوة هي حيث يكون الرضيع طفلا يسد اللبن جوعته ولا يحتاج إلى طعام آخر لأن معدته ضعيفة يكفيها اللبن وينبت لحمه بذلك فيصير كجزء من المرضعة فيكون كسائر أولادها، أما الكبير فلا يسد جوعته إلا الخبز فليس كل مرتضع لبن أم أخا لولدها، وفي سنن الترمذي لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء أي ما وقع من الصبي موقع الغذاء بأن يكون في مدة الرضاع وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه فقال {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} وحديث عائشة هذا يثبت خلاف ما أثبته حديثها المتقدم في الباب السابق بلفظ (أرضعيه تحرمي عليه) وقد أشرنا في آخر شرح الباب السابق إلى كلام العلماء في ذلك والله الموفق (٣) (سنده) حدّثنا وكيع ثنا سليمان بن المغيرة عن أبي موسى عن أبيه الخ (غريبه) (٤) انشر بالراء قال الخطابي معناه ما شد العظم وقواه والانشار بمعنى الإحياء في قوله تعالى (ثم اذ شاء انشره) ويروى انشز العظم بالزاى المعجمة ومعناه زاد في حجمه فنشز اهـ قال في النهاية وهو من النشز المرتفع من الأرض (تخريجه) (د هق) قال المندري سئل أبو حاتم الرازي عن ابي موسى الهلالي فقال هو مجهول وأبوه مجهول اهـ (قلت) اما أبو موسى فقال الحافظ في التقريب مقبول (٥) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال اخبرني ابي عن عبد الله بن الزبير الخ (غريبه) (٦) المصة هي المرة من المص، قال في القاموس مصصته بالكسر أمصه ومصصته أمصه كخصصته أخصه شربته شربا رقيقا اهـ والمعنى انه تناول شيئا قليلاَ (تخريجه) (نس فع مذ حب هق) وقال الترمذي الصحيح من رواية ابن الزبير عن عائشة (قلت) يعني الحديث التالي واعله بن جرير الطبري بالاضطراب فإنه روى عن ابن الزبير عن ابيه، وجمع ابن حبان بينهما بإمكان ان يكون ابن الزبير سمعه من كليهما (٧) (سنده) حدّثنا معتمر عن أيوب ابن أبي مليكة عن ابن الزبير عن عائشة الخ (تخريجه) (م والاربعة وغيرهم) (٨) (سنده) حدّثنا إسماعيل قال ثنا أيوب عن ابي الخليل عن عبد الله بن الحارث الهاشمي عن أم الفضل الخ (غريبه) (٩) بضم الحاء المهملة وسكون الدال وفتح المثلثة هي تأنيث الأحدث

<<  <  ج: ص:  >  >>