-[قوله صلى الله عليه وسلم أشد أهل النار عذابا يوم القيامة المصوِّرون]-
قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما وهو يفتي الناس لا يسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من فتياه (١) حتى جاءه رجل من أهل العراق فقال أني رجل من أهل العراق وأني أصوّر هذه التصاوير، فقال له ابن عباس ادنه (٢) إما مرتين أو ثلاثا فدنا، فقال ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صوّر صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيه الروح وليس بنافخ (٣)(عن سعيد بن أبي الحسن)(٤) قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال يا ابن عباس أني رجل أصوّر هذه الصور واصنع هذه الصور فأفتني فيها، قال أدن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه قال انبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصوّر في النار يجعل له بكل صورة صوّرها نفس تعذبه في جهنم، فان كنت لابد فاعلا فاجعل الشجر ومالا نفس له (٥)(عن عبد الله)(٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أشد أهل النار عذابا يوم القيامة المصورِّين، وقال وكيع (٧) أشد الناس (عن ابن عمر)(٨) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المصوِّرين يعذبون يوم القيامة ويقال أحيوا ما خلقتم (٩)(حدّثنا حفص بن غياث)(١٠) حدثنا ليث قال دخلت على سالم بن عبد الله وهو متكئ على وسادة فيها تماثيل طير ووحض، فقلت أليس يكره هذا؟ قال لا، إنما يكره ما نصب نصبا (١١) حدثني أبي عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال من صوّر عذب، وقال حفص مرة كلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ
قال كنت عند ابن عباس الخ (١) أي لم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من فتياه (٢) هو أمر بالدنو أي القرب والهاء فيه للسكت جيء بها لبيان الحركة (٣) تقدم تفسير هذه الجملة في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٤) (سنده) حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن يحيى يعني ابن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي الحسن الخ (غريبه) (٥) فيه الأذن بتصوير الشجر وكل ما ليس له نفس أي روح وهو يدل على اختصاص التحريم بتصوير الحيوانات، قال في البحر ولا يكره تصوير الشجر ونحوها من الجماد إجماعا (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٦) (سنده) حدّثنا أبو معاوية ووكيع قالا حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله (يعني ابن مسعود) الخ (غريبه) (٧) وكيع هو أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث يعني أنه قال في روايته إن أشد الناس بدل قوله (أن من أشد أهل النار) (تخريجه) (ق) بلفظ أن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون (٨) (سنده) حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد أخبرنا أيوب عن نافع عن ابن عمر الخ (غريبه) (٩) هذا من باب التعليق بالمحال، والمراد أنهم يعذبون يوم القيامة ويقال لهم لا تزالون في عذاب حتى تحيوا ما خلقتم وليسوا بفاعلين، وهو كناية عن دوام العذاب واستمراره، وجاء هذا المعنى في حديث ابن عباس المذكور قبل حديث، والأحاديث يفسر بعضها بعضا (تخريجه) (ق. وغيرهما) (١٠) (حدثنا حفص بن غياث الخ) (غريبه) (١١) أي على حائط أو نحوه ويستفاد منه أن ما كان ممتنها من صورة الحيوان في بساط ووسادة ونحو ذلك لا يحرم كما جاء ذلك صريحا عند مسلم عن عائشة أنها نصبت سترا فيه تصاوير فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزعه قالت فقطعته وسادتين (زاد مسلم في رواية أخرى) فلم يعب ذلك علىّ (تخريجه) أخرج المرفوع