-[لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب أو جنب وكلام العلماء في ذلك]-
(عن عبد الله بن نجىّ الحضرمى عن أبيه)(١) رضي الله عنه قال قال لي علىّ كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لم تكن لأحد من الخلائق (٢) أني كنت آتية كل سحر (٣) فاسلمّ عليه حتى يتنحنح (٤) وأني جئت ذات ليلة صليت عليه فقلت السلام عليك يا نبي الله، فقال على رسلك (٥) يا أبا حسن حتى أخرج إليك، فلما خرج إلىّ قلت يا نبي الله أغضبك أحد؟ قال لا، قلت فما لك لا تكلمني فيما مضى حتى كلمتني الليلة (٦) قال سمعت في الحجرة حركة فقلت من هذا؟ قال جبريل، قلت ادخل، قال لا، أخرج إىّ، فلما خرجت إليه قال أن في بيتك شيئا لا يدخله ملك ما دام فيه، قلت ما اعلمه يا جبريل، قال اذهب فانظر، ففتحت البيت فلم أجد فيه شيئا غير جرو كلب (٧) كان يلعب به الحسن قلت ما وجدت إلا جروا، قال أنها ثلاث لن يلج ملك ما دام فيها أبدا واحد منها، كلب أو جنابة، أو صورة روح (٨)(وعنه من طريق ثان)(٩) قال قال علىّ لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح، فأتيته ذات ليلة فقال أتدري ما أحدث
هذا حكم نفس التصوير، (وأما اتخاذ المصوِّر فيه صورة حيوان) فذكر حكمه وكلام العلماء فيه وسأذكره في آخر باب ما جاء في الصور والتصاليب تكون في البيت الخ والله الموفق (١) (سنده) حدّثنا محمد بن عبيد حدثنا شر حبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي الحضرمى عن أبيه قال قال لي على كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٢) أي لما له من القرابة والمصاهرة والسبق في الإسلام (٣) أي آخر الليل قبيل الفجر (٤) أي فستأذن عليه ولا أدخل حتى يتنحنح إشارة إل الإذن بالدخول فأدخل أو يأذن لي بالكلام بعد أن يتنحنح (٥) بكسر الراء واللام بينهما مهملة ساكنة ومعناه انتظر مكانك (٦) معناه كنت فيما مضى تأذن لي بالدخول ولم تأذن لي الليلة فهل أغضبك أحد؟ (٧) يعني كلبا صغيرا (٨) (قال الإمام الخطابي) يريد الملائكة الذين ينزلون بالبركة والرحمة دون الملائكة الذين هم الحفظة فانهم لا يفارقون الجنب وغير الجنب، وقد قيل إنه لم يرد بالجنب هنا من أصابته جنابة فأخر الاغتسال إلى أوان حضور الصلاة، ولكنه الذي يجنب فلا يغتسل ويتهاون به ويتخذه عادة فان النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يطوف على نسائه في غسل واحد، وفي هذا تأخير الاغتسال عن أول وقت وجوبه، وقالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب من غير أن يمس ماءا (قلت يعني ماء الغسل فلا ينافى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ قبل نومه إذا كان جنبا، وفي بعض الأحيان كان يغتسل كم ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة) قال وأما الكلب فهو أن يقتني كلبا ليس لزرع ولا ضرع أو صيد، فأما إذا كان يرتبطه للحاجة إليه في بعض هذه الأمور أو لحراسة داره إذا اضطر إليه فلا حرج عليه، وأما الصورة فهي كل صورة من ذوات الأرواح كانت لها أشخاص منتصبة أو كانت منقوشة في سقف أو جدار أو مصنوعة في نمط أو منسوجة في ثوب أو ما كان فان قضية العموم تأتي عليه فليجتنب اه (قال النووي) والأظهر أنه عام في كل كلب وكل صورة وأنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر فانه لم يعلم به، ومع هذا امتنع جبريل من دخول البيت وعلل بالجرو، فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم لم يمتنع جبريل والله أعلم (٩) (سنده) حدّثنا أبو بكر بن عياش حدثنا مغيرة بن مقتسم حدثنا الحارث العكلي عن عبد الله بن نجي