-[كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لآل بيته النقوش والزخرفة فى الستائر والتحلى بالفضة]-
(عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم)(١) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، قال فقدم من غزاة له فأتاها فاذا هو بمسح (٢) على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين (٣) من فضة فرجه ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت انه لم يدخل عليها من أجل ما رأى، فهتكت الستر (٤) ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما، فانطلقا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال يا ثوبان اذهب بهذا الى بنى فلانٍ أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب (٥) وسوارين من عاج (٦) فان هؤلاء أهل بيتى ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم فى حياتهم الدنيا (٧)(عن محمد بن على)(٨) كتب الى عمر بن عبد العزيز انى أنسخ اليه وصية فاطمة فكان فى وصيتها الستر الذى بزعم الناس انها أحدثته وان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فلما رآه رجع (حدّثنا حفص بن غياث)(٩) حدثنا ليث قال دخلت على سالم بن عبد الله "يعنى ابن عمر" وهو متكئ على وسادة فيها تماثيل طير ووحش، فقلت اليس يكره هذا؟ قال انما يكره ما نصب نصبا (١٠) حدثنى أبى عبد الله بن عمر عن
الرقم الكتابة كما تقدم (تخريجه) (د) وسكت عنه أبو داود والمنذرى فهو صالح (١) (سنده) حدّثنا عبد الصمد حدثنى أبى حدثنا محمد بن جحادة حدثنى حميد الشامى عن سليمان المنبِّهى عن ثوبان الخ (غريبه) (٢) بكسر الميم وسكون المهملة، وجاء عند أبى داود (فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها) والظاهر أنه ستر موشى بنقوش وزخرفة كما تقدم فى الحديث السابق (٣) بضم القاف وسكون اللام أى سوارين (٤) الهتك هنا معناه خرق الستر عما وراءه وازالته والهتيكة الفضيحة (٥) بالتحريك قال فى فتح الودود العصب بفتحتين اطناب مفاصل الحيوان يتخذون منها القلادة ويوافقه ما فى المرقاة، وقيل انه سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منه الخرز والله أعلم (٦) قال الخطابى قال الأصمعى العاج الذبل بالتحريك ويقال هو عظم ظهر السلحفاة البحرية، فأما العاج الذى تعرفه العامة فهو عظم أنياب الفيل وهو ميتة لا يجوز استعماله اهـ (٧) هو كناية عن الاستمتاع بالطيبات ولذات الدنيا وذكر الأكل للغالب (تخريجه) (د) وقال المنذرى فى اسناده حميد الشامى وسليمان المنبِّهى، قال عثمان بن سعيد الدارمى قلت ليحيى بن معين حميد الشامى الذى يروى حديث ثوبان عن سليمان المنبهى فقال ما أعرفهما وسئل الامام احمد عن حميد الشامى هذا من هو؟ قال لا أعرفه اهـ (٨) حدّثنا عبد الصمد ثنا القاسم بن الفضل قال قال لنا محمد بن على كتب إلى عمر بن عبد العزيز الخ (تخريجه) هذا الأثر لم أقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (٩) (حدّثنا حفص بن غياث الخ) (غريبه) (١٠) استدل بهذا الأثر وبحديث عائشة الآتى فى هذا الباب (انها جعلت على باب بيتها سترا فيه تصاوير فامرها النبى صلى الله عليه وسلم بجعله وسادتين قالت ففعلت فكنت أتوسدهما ويتوسدهما النبى صلى الله عليه وسلم) استدل بذلك على ان التصاوير اذا كانت فى فراش، أو بساط أو وسادة فلا بأس بها، قال محمد فى موطئه وبهذا تأخذ، ما كان فيه من تصاوير من بساط يبسط أو فراش يفرش أو وسادة فلا بأس بذلك، انما يكره من ذلك فى الستر وما ينصب نصبا وهو قول أبى حنيفة والعامة من فقهائنا اهـ (تخريجه) الحديث صحيح وأخرجه الشيخان بلفظه من حديث ابن عباس، واخرجاه من حديث ابن عمر أيضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال