-[كلام العلماء في حكم اتخاذ الصور وما يجوز منها وما لا يجوز]-
(أبواب الرخصة فى اللباس الجميل واستحباب التواضع فيه وكراهة الشهرة والإسبال)(باب ما جاء فى استحباب اللباس الجميل والتواضع فيه)(عن عبد الله بن مسعود)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار من كان فى قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل (٢) يا رسول الله انى ليعجبنى ان يكون ثوبى غسيلا ورأسى دهينا وشراك نعلى جديدا وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال لا ذاك الجمال (٣) إن الله جميل (٤) يحب الجمال ولكن الكب من سفه الحق (٥) وازدرى الناس (٦)(عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن أبيه)(٧) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك اللباس (٨) وهو يقدر عليه تواضعا لله تبارك وتعالى (٩) دعاه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق (١٠)
من باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب الخ فأرجع اليه) قال رحمه الله ولا فرق فى هذا كله بين ماله ظل وما لا ظل له، هذا تلخيص مذهبنا فى المسألة، وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو مذهب الثورى ومالك وابى حنيفة وغيرهم، وقال بعض السلف انما ينهى عما كان له ظل ولا بأس بالصور التى ليس لها ظل، وهذا مذهب باطل فان الستر الذى أنكر الذى أنكر النبى صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد انه مذموم وليس لصورته ظل مع باق الاحاديث المطلقة فى كل صورة (وقال الزهرى) النهى فى الصورة على العموم، وكذلك استعمال ما هى فيه ودخول البيت الذى هى فيه سواء كانت رقما فى ثوب أو غير رقم وسواء كانت فى حائط أو ثوب أو بساط ممتهن أو غير ممتهن عملا بظاهر الاحاديث لا سيما حديث النمرقة الذى ذكره مسلم، وهذا مذهب قوى، (وقال آخرون) يجوز منها ما كان رقما فى ثوب سواء امتهن أم لا وسواء علق فى حائط أم لا، وكرهوا ما كان له ظل أو كان مصورا فى الحيطان وشبهها سواء كانت رقما أو غيره واحتجوا بقوله فى بعض احاديث الباب إلا ما كان رقما فى ثوب، وهذا مذهب القاسم بن محمد، وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره (قال القاضى) إلا ما ورد فى اللعب بالبنات لصغار البنات والرخصة فى ذلك، لكن كره مالك شراء الرجل ذلك لابنته، وادعى بعضهم أن إباحة اللعب لهن بالبنات منسوخ بهذه الأحاديث والله أعلم اهـ (باب) (١) (سنده) حدّثنا عارم ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملى حدثنا سليمان الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبه) (٢) هو مالك بن مرارة الرهاوى ذكر ذلك ابن عبد البر والقاضى عياض، وقد جمع الحافظ بن بشكوال فى اسمه أقوالا استوفاها النووى فى شرح مسلم (٣) فيه ان محبة لبس الثوب الحسن والنعل الحسن وتخير اللباس الجيل ليس من الكبر فى شئ اذا لم يقصد به الخيلاء (٤) أى إن كل أمره سبحانه وتعالى حسن جميل وله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال، وقيل علمناه جميل الأفعال بك والنظر اليكم يكلفكم اليسير ويعين عليه، ويثيب عليه الجزيل ويشكر عليه (٥) هو دفعه وانكاره تجبرا وترفعا (٦) أى احتقرهم (تخريجه) (م. د مذ جه) (٧) (سنده) حدّثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد قال حدثنى إبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل ابن معاذ بن انس الجهنى عن ابيه الخ (غريبه) (٨) أى لبس الثياب الحسنة وفى بعض الروايات (بن ترك ثوب جمال) (٩) أى لا ليقال انه متواضع أو زاهد أو نحو ذلك (١٠) أى يشهره بين الناس