-[استحباب اللباس الجميل والتواضع فيه وذم الكبر والخيلاء وكلام العلماء فى ذلك]-
حتى يخيره فى حلل الايمان أيها شاء (باب النهى عن الشهرة والإسبال ووعيد من فعل ذلك)(عن ابن عمر)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب شهرة (٢) فى الدنيا البسه الله ثوب مذلة (٣) يوم القيامة (وعنه أيضا)(٤) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل (٥) يجر ازاره من الخيلاء (٦) خسف به فهو يتجلجل (٧) فى الأرض الى يوم القيامة (عن أبى هريرة)(٨) عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه
ويباهي به ويقال هذا الذى صدرت منه هذه الخصلة الحميدة (تخريجه) (مذ ك) وحسنه الترمذى وصححه الحافظ السيوطى (قلت) فى اسناده عبد الرحيم بن ميمون قال النسائى ليس به بأس وضعفه ابن معين (وفى هذا الحديث) استحباب الزهد فى الملبوس وترك لبس حسن الثياب ورفيعها لقصد التواضع لأن الغالب ان لبس ما فيه جمال زائد من الثياب يجذب بعض الطباع الى الزهو والخيلاء والكبر وقد كان هديه صلى الله عليه وسلم كما قال الحافظ ابن القيم ان يلبس ما تيسر من اللباس الصوف تارة والقطن أخرى والكتان تارة، ولبس البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقمص الى ان قال فالذين يمتنعون عما أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تعبدا أو تزهدا: بازائهم طائفة قابلوهم فلم يلبسوا إلا أشرف الثياب ولم يأكلوا إلا أطيب وألين الطعام فلم يرو لبس الخشن ولا أكله تكبر او تجبرا، وكلا الطائفتين مخالف لهدى النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعض السلف كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالى والمنخفض اهـ (قلت) والعبرة بالنية فى ذلك، فمن لبس الثياب الرخيصة بقصد التواضع لله عز وجل خوفا من سورة النفس وتكبرها إن لبس غالى الثياب كان ذلك من المقاصد الحسنة الموجبة للمثوبة من الله عز وجل، ولبس الغالى من الثياب عند الأمن على النفس من التكبر بقصد التوصل بذلك إلى تمام المطالب الدينية من أمر بمعروف أو نهى عن منكر عند من لا يلتفت إلا إلى ذوى الهيئات كما هو الغالب على عوام زماننا وبعض خواصه، لا شك انه من الموجبات للاجراء لكنه لابد من تقييد ذلك بما يحل لبسه شرعا والله الهادى باب (١) (سنده) حدّثنا هاشم ثنا شريك عن عثمان يعنى ابن المغيرة وهو الأعشى عن مهاجر الشامى عن ابن عمر الخ (غريبه) (٢) قال فى النهاية الشهرة ظهور الشئ والمراد ان ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم فيرفع الناس اليه أبصارهم ويختال عليهم بالعجب والتكبر (٣) أى ثوبا يوجب مذلته يوم القيامة كما لبس فى الدنيا ثوبا يتعزز به على الناس ويترفع به عليهم (تخريجه) (نس جه) وسنده صحيح، والحديث يدل على تحريم لبس ثوب الشهرة قال ابن رسلان وليس هذا الحديث مختصا بنفيس الثياب، بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوبا يخالف ملبوس الناس من الفقراء ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه (٤) (سنده) حدّثنا على بن اسحاق أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهرى اخبرنى سالم ان ابن عمر حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٥) ذلك الرجل قارون وكان من بنى اسرائيل كما يرشد اليه القرآن (ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) الآية (٦) الخيلاء العجب عن تخيل فضيلة تراءت للشخص فى نفسه وقد أعجب ذلك الرجل بنفسه لما تخيله فيها من فضيلة العلم وما أوتيه من الكنوز ما انّ مفاتحه لننوه بالعصبة أولى القوة، فخسف الله به وبداره الأرض (فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) (٧) التجلجل الغوص فى الارض مع اضطراب وتدافع من شق الى آخر (تخريجه) (ق نس) (٨) (سنده) حدّثنا عبد الرازق انا معمر عن محمد بن زياد مولى بنى جمح انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم